لم يدر بخلد محبي فريق الأهلي أن تظهر الفصول الدرامية بالهلال خلال الجولات الخمس الماضية التي خاضها في مشوار دوري المحترفين بتلك الصورة الهزيلة التي من شأنها ضياع 11 نقطة كانت كفيلة بحسم الدوري مبكراً، غير أن لاعبي الهلال أهدروا كل الفرص بسبب الهوان الأدائي الذي جسده أكثر من لاعب، وفي الاتجاه الآخر هناك صحوة أهلاوية متأخرة رغم فقدانه أبرز أسلحته بداعي الإصابة والمتمثل بالسوري عمر السومة، غير أن البديل مهند عسيري كان عند الموعد، وقاد هجوم القلعة الخضراء بكل ضراوة فدان لفريقه تحقيق المكاسب، والتي كان آخرها الخماسية التي دك بها مرمى الباطن، في إشارة إلى رغبته الجامحة بانتزاع الصدارة.
التواري الأزرق وفي الوقت ذاته العطاء الأخضر المتوقد، قرب المسافة إلى خطوتين قد تتلاشيان خلال مواجهة واحدة، وتصبح الأمور جنباً إلى جنب، ويعود المتنافسون لنقطة السير في خطى متقاربة، ولا شك أن ذلك لمصلحة إيقاع المنافسة التي ابتعد عنها النصر خطوات وتقدم الفيصلي خطوة، غير أن المنطق يؤكد تفرد الهلال والأهلي بالقمة التي لا تتسع إلا لفريق، والمؤشرات الفنية الأخيرة توحي بأن قلعة الكؤوس قد يسلك الطريق بشكل أفضل، عطفاً على توازن خطوطه وقدرة مدربه على التفاعل مع العناصر المتاحة، في حين أن الهلال داهمته الإصابات التي تنامت بشكل غريب، وأفقدته أبرز مكتسباته الفنية.
الجولات المتبقية من الدوري أشبه بمواجهات خروج المغلوب، بمعنى التعثر بالتعادل أو الخسارة الابتعاد عن القمة، والفريق الذي يملك الحلول المتعددة قادر على تجاوز المنعطف الأخير الذي يحتاج لحبكه فنية وإرادة لاعبين، والملامح تؤكد أن النفس الأهلاوي قد يكون أعلى من الصورة التي يجسدها الهلال بعد انكشاف أوراق مدربه، حيث أثبتت المواجهات التي تلت إصابة البرازيلي إدواردوا إفلاس الأرجنتيني دياز بدليل عدم قدرته على الحفاظ على تقدم فريقه في كثير من المباريات، فضلاً عن ضعف التسجيل، بدليل أن غلته من الأهداف سجل جلها إدواردو، ولا يوجد البديل الكفء لرتق مكان هذا المحارب الذي ورط مدربه بعد غيابه، ووضع فريقه على حافة الخطر.