أعاد قرار مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، أمس، السماح بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة مع مطلع العام الميلادي الجديد للأذهان، تاريخ نشأة السينما في السعودية، إذ شهدت منطقة الحدود الشمالية في أوائل السبعينات الميلادية من خلال شركة التابلاين أحد أقدم دور العرض السينمائي والبث التلفزيوني في المملكة، وهو الأمر الذي لم يكن يعرفه كثير من السعوديين في المناطق الأخرى. وبلمحة تاريخية عن نشأة دور السينما بمنطقة الحدود الشمالية فإن صالة العرض قد مرت بمرحلتين هناك، الأولى كانت في أوائل السبعينات الميلادية، وكانت أبيض وأسود، ثم بعد ذلك بسنوات قليلة أصبح البث ملونا.


توقف السينما

أحدث خط التابلاين نقلة حضارية كبيرة في ثلاث مدن سعودية كان يمر من خلالها، منذ بدء تشغيله عام 1950، لنقل النفط من شرق المملكة إلى البحر المتوسط، مرورا بمنطقة الحدود الشمالية، عاش الأهالي رغم بداوتهم هناك حياة لم يكن يحلم بها أهالي المدن الكبيرة، إذ كانوا يأكلون «الهمبرجر» ويلعبون البلياردوا وتنس الطاولة والسباحة، فضلا عن مشاهدة السينما والبث التلفزيوني، قبل أن يتوقف نقل النفط عام 1976، ويتوقف معها عمل الشركة الأميركية، وما حملته من تطور نوعي في حياة أهالي المنطقة الشمالية.


أفلام منوعة

كانت محطة التابلاين في طريف قبل نحو 65 عاما تعمل على تشغيل «السينما» والبث التلفزيوني لدى البادية هناك، حيث كانت تعرض في السينما التي يحضرها موظفو الشركة وعدد من الأهالي العديد من البرامج الثقافية والوثائقية والترفيهية، وأفلاما سينمائية، كما كان يقدم التلفزيون العديد من البرامج والأفلام والبرامج الرياضية والأطفال، إذ كانت تأتي مجدولة بشكل أسبوعي من الشركة، حيث كان البث يبدأ من الساعة الـ5 عصرا وينتهي في منتصف الليل.

وقد أثرت وقتها صالة العرض وما تحمله من أفلام غربية في ثقافة الأهالي وشعرهم في محافظات طريف وعرعر ورفحاء، لدرجة أن بعضهم وهو لا يعرف الكتابة باللغة العربية كان يدخل مفردات إنجليزية في القصائد الشعرية، وما زالت بعضها دارجة عند أبناء المنطقة وتردد بين الحين والآخر.

كقول الشاعر:

«بليز قف مي» من ثناياك قرطوع

«بيكوز» حبة من «يور موت» تشفيني