الموت لروحاني.. الموت لخامنئي.. لا سورية ولا لبنان روحي فداء إيران..

بهذه الشعارات الواضحة المعنى والمغزى والدلالة تفجرت الثورة الإيرانية في غالبية المدن الإيرانية الغاضبة على النظام الإيراني وسياسته؛ التي جعلت المواطن ورفاهيته في آخر اهتماماته منذ الثورة الخمينية عام 1979م، فأفضل حالات النمو الاقتصادي بعد الثورة لم تتجاوز 3%، بينما تجاوز 10% قبل الثورة؛ مما جعل مؤسسات مالية معروفة تعلن إفلاسها مثل: كاسبين وثامن الأئمة، ووفقًا لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني عام 2017- وصل عدد الإيرانيين الذي يعيشون تحت خط الفقر إلى 18 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ 80 مليون نسمة، وتجاوزت البطالة في بعض الأقاليم الإيرانية 50%، بالإضافة إلى تأخر الرواتب وانخفاض الأجور والفساد المستشري في النخبة الحاكمة، ويتجاوز عدد الإيرانيين في المهجر 5 ملايين، بينما يهاجر سنويًّا 150 ألف خريج جامعي للبحث عن فرص عمل وفقًا لتقرير أصدره المركز القومي للعلوم في أميركا؛ مما جعل إيران تحتل المرتبة الثانية في نسبة العقول المهاجرة.

اليوم.. النظام الإيراني يتجاهل كل الأسباب والدوافع المتراكمة خلال العقود الماضية التي قادت إلى هذا الغضب الشعبي، ويصف ما حصل بالمؤامرة الخارجية، ويدعو لأهمية التماسك والتضامن والوحدة القومية!

ولعلنا نتساءل: ما الاستراتيجية التي ينتهجها نظام الملالي، وتتفق عليها النخبة الحاكمة؟!

تعتبر وثيقة «الخطة أو الاستراتيجية الإيرانية العشرينية 2005-2025» ثاني أهم وثيقة وطنية بعد الدستور الإيراني، حيث تضع الوثيقة التصورات المستقبلية لحضور طهران على الخارطة الإقليمية والدولية، وتهدف إلى تحويل طهران لقوة دولية مؤثرة وفاعلة، ولاعب قوي في إدارة أزمات المنطقة، ومصدر إلهام للعالم الإسلامي وفق تعاليم الخميني، ومن خلال هذه الوثيقة تتحرك طهران بشكل استراتيجي لتنفيذ مشروعها القومي من خلال بناء ترسانتها النووية وسباقها للتسلح العسكري، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ونشر الفوضى ودعم اللا استقرار لتوسيع نفوذها الخارجي وتصدير إيديولوجيتها الثورية بغطاء حماية المظلومين ونصرة المستضعفين.. هذا المشروع الإيراني الهادم للمقومات الإنسانية والحضارية في العالم يستنزف من خزينة الدولة مليارات الدولارات سنويًّا لبناء كياناتها في الدول ودعم عملائها بالمنطقة.

ولنأخذ جولة بسيطة على تفعيل هذه الوثيقة عمليًّا لتحقيق هذا المشروع في المنطقة العربية.

البداية لبنان والكيان «حزب الله» ميزانية تسليحه وتدريبه ورواتب عناصره تدفعها طهران بالكامل، ويعمل حزب الشيطان على عرقلة ائتلاف الحكومة اللبنانية وشَلِّ مقومات التنمية والتقدم للدولة اللبنانية، وينفذ أجندة إيران ومصالحها في المنطقة.

«الحشد الشعبي» في العراق ميزانيته تمولها حكومة الملالي وتستمتع بجرائم قيادته وعناصره تجاه العراقيين بكل أطيافهم وألوانهم.

«أنصار الله الحوثيون» في اليمن تتكفل إيران بكامل ميزانيتهم لتخريب اليمن وخطف عروبته.

وفي سورية تجاوزت هيمنتها الكيانات إلى الحكومة؛ فهي الممول للحكومة السورية بالمال والسلاح والعناصر العسكرية لقتل السوريين الأبرياء والشرفاء.

هذا المشروع التخريبي في المنطقة جعل طهران تهتم بالخارج لبسط نفوذها الإقليمي، وأهملت الداخل الذي يعاني الفقر والبطالة وتضخم الأسعار، واستشراء الفساد في السلطة؛ مما جعل الشباب الإيراني يتفجر غضبًا ويردد بصوت واحد: «الموت لروحاني.. الموت للديكتاتور.. لا سورية ولا لبنان روحي فداء إيران».

ولعل لسان المنطقة بكاملها يقول لحكام طهران: الجزاء من جنس العمل!