فهد الصالح



إننا في هذه الأيام نعيش تظاهرة صادقة وفرحة عامرة قد عشنا مثلها وعاشها العالم معنا قبل أشهر قليلة ماضية، وهي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 87، وفي هذه الأيام نتباهى بتفاصيل المناسبة السعيدة للإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطني 46، وتجد أن المواطنين في هذا البلد الكريم يعيشونها مثلما يعيشها الإماراتي في إماراته السبع، وتجد مظاهر الفرح على الناس، صغارا وكبارا نساء ورجالا وهم يتوشحون بأعلام الدولتين تعبيرا للحب الصادق، وتفاصيل المناطق والمدن تأخذ ألوان الدولة، والشوارع تضاء بالألوان الرسمية وتتزين بها، وكذلك الرياضيون يظهرون بالحب نفس الفرحة وهم يؤدون المباريات والمنافسات المحلية، وقنوات الإذاعة والتلفزيون جل برامجها عن العيد الوطني للإمارات الحبيبة، ومن يستمع لتلك البرامج التي تعكس بصدق ووضوح مشاعر المواطن السعودي تجاه الإمارات العربية المتحدة، أرضا وقيادة وشعبا، يدرك عمق العلاقة وصدق المحبة للدولتين الشقيقتين والشعبين الحبيبين، بالإضافة لما تجده في ساحات قد خصصتها الأمانات والبلديات لمثل تلك المناسبة واندماج العرضة النجدية مع رقصة اليولة الإماراتية، وأداء بعض ألوان الموروث الشعبي للدولتين يظهر معه مقدار المحبة وصدق الألفة ونبل الشعور، ناهيك عن استعراض صقور الجو بتشكيلات استعراضية تلفت الأنظار مع توشحها ومخرجها الضبابي بالألوان الرئيسية لأعلام الدولتين، ثم إن ما تقدمه شركات الاتصالات والمتاجر من عروض وشعارات لهو دليل صادق يؤكد اللحمة المثالية التي لا شك هي سيرة ومسيرة تدرس للأجيال القادمة.

ولأن الشاعر هو لسان قومه ومنبر لكل المجالس، والمنشد هو صوت المجتمع وصداه فإننا نقف بكل فخر على تعبير صادق لهذا الحب وتلك الألفة، أبدع فيه الشاعر وتألق فيه المنشد ورسموا لنا وعنا صورة من الوئام قلّ أن تجدها أو لنقل لن تجدها، هذا العمل الأدبي والفني الذي أطلق عليه اسم (محمدين المجد) يمثل كل السعوديين وكذلك كل الإماراتيين، أبدع في سبكه وحبكه شاعر التظاهرة الأدبية الشعبية الأكبر وشاعر المليون نايف الدوسري، وتألق في إنشاده صاحب الصوت الشجي خالد عبدالرحمن، وتمايل له الناس طربا وتفاعلوا معه وشعروا أن أحاسيسهم قد كتبها الشاعر وعبر عنها حينما قال: (الصـورة إللي شدّت رموز الإعلام/ سـارت بهـا الركبان في كـل ديـرة) وهي صورة الأمير محمد بن سلمان وبجانبه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وهما بين أفراد القوات المسلحة والطيارين من البلدين، وأردف الشاعر قوله: (عِيجت لها إرقاب العروبة والإسلام/ وكبرت بهـا أحـلام الجمـوع الغفيرة)، ويحق للعرب كافة وليس لشعبي البلدين أن تكبر أحلامهم بقادة مثل المحمدين، وصدق الشاعر بوصفه للمجد وقوله فيه إن: (المجد ما هو حلم وإعلام وأفلام)، بل هو: (المجد مجد إللي تقود المسيرة)، وهذا بالفعل ما نراه من مجد يزهو به القائد والمواطن هنا وهناك، ولا شك اليوم أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يمثلان سنام المجد للدولتين وللعروبة والإسلام، وسيرتهما أصبحت مصباحا مضاء لكل شباب البلدين.

وختاما.. سيظل الحب الصادق نبع هذا المجتمع قيادة وشعبا، وستظل شعوبنا سعيدة بقياداتها ومباهية بما بين الشعبين من توافق تام ومحبة متأصلة ومتنامية، وسيظل خليجنا العربي وأمتنا العربية والإسلامية بخير طالما كان فيها مثل تلك القيادات التي آمنت أن في الاتحاد قوة وفي الفرقة خذلانا، وستقود تلك القيادات الشابة شعوبها إلى التقدم والازدهار، وستنفض عنها غبار التقليدية والبيروقراطية التي أوهنت عظمها سنوات طوال، مع اهتمامها بأهل الخبرة وبناة حاضرها الزاهر.