فرضت التطورات المتسارعة في اليمن نفسها في لبنان، لا سيما بعد الانـحياز الواضح الذي أظهره إعلام حزب الله، تجاه جماعة الحوثي المتمردة بعد الأحداث الأخيرة في صنعاء والتي شهدت انشقاق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن الجماعة، وما تبعه ذلك من تقدم واضح لقوات حزب المؤتمر الشعبي الموالي لصالح في أرجاء صنعاء على حساب الجماعة الانقلابية الموالية لإيران.
وكان الإعلام الحربي التابع لحزب، قد نشر خبرا كاذبا أن ميليشيات الحوثي أطلقت صاروخ كروز إلى قاعدة نووية في أبوظبي، وهو الخبر الذي نفته الإمارات جملة وتفصيلا، وهو ما دعا مراقبين لبنانيين إلى التشكيك في نوايا الحزب فيما يتعلق بالتسوية المزمع إجراؤها في لبنان، والتي جاء الإعلان عنها في إطار تقديم رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته ثم إعلانه بعد ذلك «التريث»، لفسح المجال لمشاورات تقلل من تدخل حزب الله وإيران في لبنان وعدد من الدول العربية.
وقال المراقبون إن انحياز حزب الله لجماعة الحوثي في اليمن، وضع مروجي التسوية بلبنان في حرج شديد، خاصة أنهم كانوا ينتظرون من الحزب موقفا صامتا تجاه الأحداث الجارية في صنعاء، مشيرين إلى أن ما فعله حزب الله جاء نتيجة خلط الأوراق في المنطقة، مطالبين بسرعة إعادة ترتيب الأوضاع على الساحة اللبنانية قبل استفحال الأمور.
الإضرار بالحريري
رأت مصادر سياسية متابعة في بيروت أن إعلام «حزب الله» كذب ما ادعاه الأمين العام للحزب حسن نصر الله بأنه لا يتدخل باليمن، وقال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، إن «حزب الله» لا يساعد لبنان ولا يساعد الرئيس سعد الحريري عندما يعلن الإعلام الحربي إطلاق صاروخ على أبوظبي، فيما اعتبر رئيس مجلس قيادة حركة «الناصريين الأحرار»، زياد العجوز، أن إعلان حزب الله عن إطلاق الصاروخ كروز ضد منشأة نووية هو «تصريح واعتراف مباشر من هذا الحزب بتبنيه هذا العمل الإرهابي، بل والمشاركة فيه».
وأضاف العجوز، أن هذا الحزب الإرهابي أعلن وبشكل مباشر توسيع رقعة إرهابه ضد الدول العربية ليطال دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هذا المنطلق فلقد سقطت كل أنواع التسويات معه، وأصبح التعامل أو التعاطي معه بمثابة شراكة سافرة ضد أمننا القومي العربي، لذا فإن الإدانة لا تكفي، وعلينا ترجمتها عمليا للجم أعمال الذراع الإرهابي للنظام الفارسي المتمثل بـ«حزب الله».
آمال البطريك الراعي
فيما ينتظر عقد جلسة للحكومة اللبنانية في بعبدا اليوم، على وقع التطورات اليمنية التي قلبت الأمور رأسا على عقب، وصدور بيان رئاسي حول آلية «النأي بالنفس» الذي يعمل عليه وزير الخارجية جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري ومستشاره نادر الحريري، والذي لا بد أن يعدل في ضوء المعطى اليمني وموقف حزب الله اللبناني غير النأي بنفسه عن الصراع اليمني، دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى «الخروج من واقع التباعد والتنافر والاتهامات المتبادلة والتحجر في المواقف، وفرض الرؤية الشخصية»، معبرا عن أمله في أن تأتي نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية مع مختلف الكتل والشخصيات السياسية، لترسي توجها سياسيا جديدا منتظرا، فتسير بلادنا إلى الأمام اقتصاديا وإنمائيا، وتحافظ على علاقاتها الطيبة مع كل دول المنطقة في إطار الأسرة العربية.
دلالات انـحياز الحزب
ترويج إطلاق صاروخ حوثي باتجاه أبوظبي
الإمارات تنفي الخبر وتصفه بالكاذب
إحراج الحزب للقوى اللبنانية وسعد الحريري
الإشارة إلى امتداد إرهابه إلى الإمارات
تكريس مفهوم سيطرة الحزب على الدولة اللبنانية
صعوبة التسوية السياسية في ظل هذه الأوضاع