ثمَّن المشاركون في المؤتمر الدولي الأول لمسلمي آسيان، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، توجيهه الكريم بالتعاون مع مسلمي دول رابطة (آسيان) في إقامة مؤتمر سنوي لهم تحت شعار (أمة وسطا)، مؤملين أن تُحقّقَ هذه المؤتمرات الغايةَ الساميةَ التي تهدف إليها من جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم، وتحقيق التعاون والتنسيق بينهم، كما ثمنوا المبادرة الكريمة بإنشاء «مركز الملك سلمان للسلام العالمي» بماليزيا، مؤيدين دعمه بكل ما يحتاجه مادياً ومعنوياً؛ لتحقيق الأهداف العظيمة التي أُسِّس من أجلها، ورحَّبوا بمبادرة جامعة التكنولوجيا (مارا) بماليزيا بإقامة مركز للبحوث الإستراتيجية لتحقيق (خير أمة)، ورغبتها في التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.
تعزيز التواصل
جاء ذلك في البيان الختامي والتوصيات التي أصدرها المشاركون في المؤتمر الذي اختتم أعماله في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بعنوان (أمة وسطا)، وتحت شعار «مؤتمر خير أمة» تحت رعاية رئيس الوزراء داتؤ سري محمد نجيب ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ. وشدَّد المشاركون على أهمية استمرار عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية في ماليزيا، وباقي دول الآسيان؛ لما لها من أثر بارز في تعزيز التواصل، وتبادل الخبرات، والبحث في حلول النوازل والمستجدات، والتحديات التي تواجه المسلمين، وذلك من أجل ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، ومواجهة مهددات الأمن والاستقرار، والتحذير من التطرف والغلو، والطائفية، والفتن، والاختلاف. والتأكيد على أهمية أخذ المسلمين بعوامل القوة المختلفة في مواجهة المهددات المتعددة للعالم الإسلامي، ومن أبرز عوامل القوة: التمسك بالكتاب والسنة، وتوحيد الكلمة، ونشر العلم، وتوثيق التعاون بين المسلمين على البر والتقوى.
إشاعة التسامح
أكد المشاركون على تعزيز روح الأخوة والأخلاق الإسلامية بين المسلمين، والنصح والرحمة في معالجة المسائل الخلافية، وعدم جعلها سبباً للمنافرة، وأهمية إشاعة التسامح وثقافة إدارة الاختلاف بين المسلمين عموماً، وأهل السنة والجماعة خصوصاً، واحترام مذاهب المسلمين المعتبرة، وأئمة المسلمين، وفي مقدمتهم الأئمة الأربعة الكبار: أبوحنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل ــ رحمهم الله تعالى أجمعين.
كما أكدوا أن الغلو والتطرف والإرهاب والعنف ظاهرة عالمية، لا يجوز ربطها بدين، ولا مذهب، ولا بلد بعينه، وضرورة مكافحة الإرهاب بشتى ألوانه وأصنافه، ومواجهة التطرف والغلو الفكري والديني المؤدي إليه، ودعم الجهود الرامية إلى ذلك على كافة المستويات، والتعاون في سبيل حماية الشباب المسلم من الشبهات المضللة، والأفكار المنحرفة، في مختلف الوسائل الإعلامية، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي.
توصيات
نشر ثقافة الحوار والتعايش مع غير المسلمين من مواطنين ومقيمين
التزام الحكمة والموعظة الحسنة
الجدال بالتي هي أحسن في الدعوة إلى الله
مراعاة حقوق الإنسان واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية في ذلك
حسن التعامل مع غير المسلمين
مواجهة المخططات والأعمال العدائية التي تهدف إلى شق صف أهل السنة والجماعة من خلال الخلافات المذهبية والسياسية
الحذر من الوسائل التي تنتهجها المذاهب المنحرفة المتطرفة لإغواء المتعاطفين والجهلة وتجنيدهم
نشر العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة
تفعيل رسالة المجامع الفقهية، ودور الفتوى
احترام المذاهب الفقهية المعتبرة لدى أهل السنة والجماعة والمتبعين لها في بلدانهم