أثارت تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بأن «حزب الله» لديه أسلحة لا يستخدمها في لبنان، وإن مصلحة بلاده هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى، لغطا كبيرا في الأوساط السياسية اللبنانية والخارجية، فيما اضطرت وسائل الإعلام التابعة لتيار المستقبل إلى الدفاع عن موقف الحريري الأخير، والذي يتناقض مع ما أورده في خطاب الاستقالة قبل إعلانه التريث فيها بعد ذلك، عن تأزم الحكومة من سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة.

ووسط غموض اللعبة السياسية التي تطبخ بالقصر الرئاسي في بعبدا وآليتها لإنجاح مهمة «ربط النزاع» مع «حزب الله» حفاظا على مزاعم الاستقرار، ألمحت تقارير إلى أن جرعة الدعم التي سيأخذها الحريري بضمانة رئيس الجمهورية ميشال عون ستحيي الحكومة الحالية من جديد، على قاعدة وعود انسحاب «حزب الله» من اليمن ومن سورية والعراق، إلا أن جميع السياسيين يفهمون أن ذلك لا يتحقق إلا بتسويات إقليمية، وبالتالي هناك تجنب لمواجهة داخلية مع «حزب الله» وإيران.


سلاح حزب الله

قال المستشار في الكونجرس الأميركي، وليد فارس، في تعليقه على تصريحات الحريري الأخيرة، «إن حزب الله اجتاح بيروت وهاجم جبل لبنان بأسلحة ثقيلة في عام 2008، وقام باغتيال السياسيين والضباط اعتبارا من عام 2005، كما استخدم أسلحته ضد اللبنانيين، داعيا إلى نزع سلاحه بموجب قرار مجلس الأمن 1559».

وحسب مراقبين فإن ما ذكره فارس، يعني أن هناك إمكانية لأخذ المبادرة من قبل مجلس الأمن، وإلزام الحكومة اللبنانية بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان، والتي في حال لم تطبق يمكن اللجوء إلى فرض عقوبات.

يأتي ذلك فيما أفيد بأن هناك اهتماما دوليا بما يجري على الحدود اللبنانية ـ السورية، بعد عودة أهالي الطفيل إليها، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة، وبالتالي ضبط الحدود وانتقال المقاتلين والسلاح مما يلزم حزب الله بالانسحاب من سورية.




لا تنازلات

أوضح الناشط السياسي طارق أبوصالح، في تعليقه على ما تردد من أن «حزب الله» سيقدم تنازلا بالتخلي عن سرايا المقاومة وحل جهازها، أن «هذا الكلام لم يظهر على الأرض، إذ منذ أسبوع تم نقل مجموعة جديدة من «سرايا المقاومة» إلى سورية».

وقال أبو صالح في تصريحات إلى «الوطن» إن «حل سلاح ما يسمى «سرايا المقاومة» مطلب وطني وسني تحديدا، لا سيما أن عناصر «السرايا» منتشرة بكل المناطق السنية، وبسبب تواجدها انتشرت المخدرات بتلك المناطق، بالإضافة إلى أنها خلقت مشكلات أمنية كثيرة واستفزازات في مدن وبلدات عدة».

ورأى أنه في لبنان حاليا «فريق مع التسوية لأن من مصلحته ذلك وفريق آخر رافض لها، لأنه لا يثق في»حزب الله، الذي غدر أكثر من مرة بالتسويات، مشددا على أن لــ«حزب الله» خبرة كبيرة في استهلاك الوقت وإهدار التسويات، ولكنه يراهن على المتغيرات الدولية، وكل ما سيقدمه الحزب حتى اللحظة شيكات دون رصيد، لأن بنك القرارات الإيرانية لم يتخذ قراره حتى اللحظة بشأن التطورات في اليمن، خاصة بعد انتهار المعارك في سورية والعراق.







دلالات خطورة حزب الله

اغتيال السياسيين والضباط اعتبارا من عام 2005

اجتاح بيروت ومهاجمة جبل لبنان عام 2008

استخدام أسلحته ضد الشعب اللبناني

امتداد ميليشياته ببعض الدول العربية

عدم التزامه بالتسويات السياسية