حقا لقد غيبك الموت عنا، سنة الله في خلقه، لكن مثلك يا شاعرنا لن يغيب أبدا عن خواطرنا روحا وأثرا، ستظل في قلوبنا ساكنا، وفي ذاكرة الوطن راسخا، كيف لا ونشيدك الذاخر بالوطنية الكل به يتغنى، كلمات صادقة من قلب يترنم، وبعشق الوطن زاخمة ثائرة، بها تطرب القلوب، وتشتعل الوطنية في النفوس فخرا واعتزازا، وتشحذ الهمم للبناء على البناء حتى نبلغ القمم.
وإبداعاتك الشعرية كم زغردت بها المشاعر، وكم تغنت المحافل والمواكب، في جنتها الغناء بأصوات البلابل والطيور، وكم تعطرت النفوس فيها بالزهور والورود وجمال الطبيعة، واطمأنت بصوت الإيمان ينطلق من مهد الرسالة.
ملأت الدنيا عبقا، وشغلت الناس إبداعا، حتى أصبحت في هذا الفن رقما عصيا على النسيان، بل وعلى التكرار.
وتاريخك الحافل في خدمة هذا الوطن بكل المصداقية والإخلاص والتفاني حتى في زمن الجفاف، يؤكد أنك -في كل موقع- كنت مواطنا مثاليا وقدوة ناصعة البياض والشفافية في أدائك الوظيفي بامتياز.
نعاهدك يا شاعرنا أننا سنكفكف دمعنا إذعانا لمشيئته -جل وعلا- ونبتهل بالدعاء خالصا مخلصا، أن يتغمدك المولى بواسع رحمته، وأن يجعل مثواك جنة الرضوان، لقاء ما قدمت في حياتك من خير، وأن يلهمنا عامة وذويك خاصة الصبر والسلوان، ونـحتسبك عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع، وإنا لله وإنا إليه راجعون.