تعدّ مهنة التعليم من أجلّ وأشرف المهن منذ القدم، ومما يدل على شرفها أنه -سبحانه وتعالى- شرّف آدم -عليه السلام- على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء.

قال تعالى: «وعلّم آدم الأسماء كلها»، كما أن أول آية نزلت في القرآن تحثّ على مجال من مجالات العلم، وهي القراءة، قال تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ».

ومما يدل على شرف هذه المهنة العظيمة، أنها مهنة الأنبياء، فمن مهامهم -إلى جانب تبليغ الدعوة التعليم- قال تعالى: «كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون» (سورة البقرة: 151).

فقاد صلى الله عليه وسلم الأمة من القاع إلى سماء العلم والرحمة.

إن الذي يختار مهنة التعليم، إنما يقتفي أثر نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- المعلم الأول، ويجعل لنفسه اليد الطولى في مجد الأمة وصناعة مستقبلها، لأن كل ما يتشكل المجتمع منه من مهن إنما هو صناعة المعلم، فهو يعطي المتعلمين نتاج فكره، فللمعلم فضل لا ينكره إلا مكابر، ومردود ونتائج عمله لا يعودان على المعلم وحده فحسب، بل يتعديانه إلى كل المجتمع، مقارنة ببقية المهن.

إن نشر العلم من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، والمعلم يستشعر أهمية هذه المهمة، لذا هو لا يبخل على أدائها بغالٍ ولا رخيص، ويكفيه فخرا من ذلك قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، «إن الله تعالى وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، حتى الحوت في البحر، ليصلُّونَ على معلم الناس الخير» صحيح الجامع.

إن مهنة التعليم هي الوحيدة -وخلال المعلم- القادرة على تبليغ رسالة المجتمع، والمهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان، فالحمد لله الذي شرّفنا بالعمل في هذا الميدان، مقتفين أثر نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم.

خاصة في هذه البلاد المباركة -المملكة العربية السعودية- التي تدرك أهمية الاستثمار في التربية والتعليم، وفي تنمية الموارد البشرية، باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة، فاهتمت الدولة بإعداد الإنسان الصالح والمنتج والمتفاعل مع معطيات العصر، فخطت خطوات ثابتة ومتطورة، للنهوض بالعملية التعليمية والرقي بالقائمين عليها، تماشيا مع رؤية 2030، وبذلك أستطيع القول: أنا معلمة وأفتخر.