كلنا نردد أن أخطاء الحكام هي جزء من عناصر لعبة كرة القدم، وكلنا نعرف أن قراراتهم نهائية أيضا، وكلنا نؤمن بالمقولة الأشهر" إن أفضل الحكام أقلهم أخطاء".

لكن ما يحدث في دوري المحترفين السعودي من كوارث وليست أخطاء، هو من جعل مسؤولي الأندية يطلبون علنا أن يبتعد فلان وفلان عن تحكيم مبارياتهم، وهذا أمر في غاية الخطورة وظاهرة لم تكن موجودة في المسابقات السعودية في الماضي. كما أن هناك ظاهرة لم تكن موجودة مسبقا في التحكيم وهي الاتهامات المتبادلة بين الحكام، وكذلك الاتهامات الموجهة إلى رئيس لجنة الحكام عمر المهنا.

شدني بيان لجنة الحكام الذي ذكرت فيه " لجنة الحكام تلتزم الصمت لتوضح أنها تمر بمرحلة بناء وهي في حاجة إلى الأعمال دون الأقوال، وقد دأبت اللجنة على إقامة لقاء شهري لحكام دوري زين للمحترفين لمناقشة الأخطاء في تقديراتهم، ومن مبدأ الشفافية تتيح اللجنة في هذا اللقاء الحضور لمنسوبي الأندية من إداريين وأعضاء الشرف للمشاركة ومنسوبي وسائل الإعلام المختلفة".

أعتقد أن لجنة الحكام قد أوقعت نفسها من خلال هذا البيان في حرج شديد، فلديها دوريات متعددة تستطيع من خلالها أن تبني ما شاءت من حكام، فلماذا لا تبني في دوري الشباب والناشئين ودوريات الأولى والثانية والثالثه؟ لماذا تبني حكامها في دوري المحترفين.. ثم ماذا يقول المهنا إذا عرف أن معظم الأخطاء حدثت من حكامه المعروفين في الملاعب منذ عقد من الزمن؟

أما ما يخص مبدأ الشفافية، فإن الأمور واضحة للجميع.. ألم يسأل المهنا ومساعدوه أنفسهم.. هل ستعيد الشفافية نقاط المباراة؟ وماذا ستستفيد الأندية من الشفافية عندما تهدر جهودها بصافرة لن أقول ظالمة فقط، بل جاهلة بالقانون أيضا.