وصل وفد النظام السوري إلى مدينة جنيف أمس، للمشاركة في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، عقب أن أرجأ قدومه يوماً واحداً احتجاجاً على تمسك وفد المعارضة بشروط مسبقة، أهمها مطلب تنحي رأس النظام بشار الأسد عن السلطة.
وتأتي جولة المفاوضات الثامنة، عقب تغييرات ميدانية وعسكرية في الأزمة السورية، إلى جانب النشاط الدبلوماسي المكثف الذي يرعاه الثلاثي التركي الإيراني الروسي، بعيدا عن المعسكر الغربي، في وقت أشادت واشنطن والأمم المتحدة، بأهمية مخرجات مؤتمر الرياض الثاني، الذي ساعد في توحيد المعارضة السورية، وانتخاب رئيس جديد لوفدها في جنيف بمختلف أطيافها.
يأتي ذلك، في وقت يرى مراقبون أن هذه الجولة قد تصطدم بملفات متشابكة ومعقدة على غرار نظيراتها من الجولات السابقة، أهمها مصير الأسد، وعودة اللاجئين، وإخراج المعتقلين في سجون النظام. وكان مصدر سوري مقرب من النظام، قد أشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، تعهد ألا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد المعارضة، وعدم التطرق إلى البيانات التي تم إصدارها في وقت سابق، مما يشير إلى أن مصير الأسد قد يرجأ النقاش حوله إلى جولات لاحقة.
من جانبها، توقعت مصادر دبلوماسية غربية، أن وفد المعارضة قد يخفض سقف شروطه لإعطاء المحادثات متسعا لإيجاد حل سياسي لإنهاء الكارثة السورية.