عقب المطالب التي طرحتها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أول من أمس، بأن يتم تشكيل حكومة جديدة بشكل سريعا جدا، لأن أوروبا تحتاج إلى برلين في مختلف القضايا المصيرية، وأنها مستعدة لتسوية المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، أوضحت تقارير أن هذه التلميحات الألمانية، تشير إلى مخاوف ميركل من إمكانية خسارة نفوذها وقيادة الحكومة المستقبلية، في حال تأخر تشكيل الحكومة الوليدة، نتيجة تعنت الأحزاب السياسية المعارضة.

وكانت ميركل قد أكدت خلال خطاب ألقته أمام ممثلين إقليميين لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي المنتمية إليه، في منطقة كولنغسبورن، شمال شرقي البلاد، أن الحكومة يجب تشكيلها سريعا، وتجنب حكومة تصريف الأعمال، في وقت استمرت أزمة تشكيل ائتلاف حاكم بين المحافظين والليبراليين والخضر نحو شهرين، بعد عقد الانتخابات التشريعية.



استفادة بريطانيا من الأزمة

يأتي ذلك، في وقت قالت تقارير إن الأزمة الألمانية عرقلت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وساعدت حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في التقاط أنفاسها والتشاور، وذلك باعتبار أن مفوضية الاتحاد الأوروبي، ترى أن برلين شريك أساسي في المفاوضات الجارية بين لندن وبروكسل.

وكان عضو في رئاسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، قد صرح أول من أمس، أنه من المرجح أن يوافق أعضاء الحزب على تجديد الائتلاف مع التكتل المحافظ بزعامة ميركل إذا قدم زعماء الحزب اقتراحا مقنعا، عقب أن وافق زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، مارتن شولتز، على إجراء محادثات مع ميركل بشأن تجديد التحالف الحاكم بينهما، لافتا إلى أنه لم يتم اتخذ قرارات حاليا، وإن أعضاء الحزب سيكون لهم القرار النهائي بشأن أي اتفاق.

وكان الحزب الديموقراطي الاشتراكي قد تعهد بالتحول إلى المعارضة، بعد أن مني بأسوأ نتيجة له منذ 70 عاما في الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي، قبل أن يتعرض لضغوط مكثفة لإعادة النظر في موقفه والمساعدة في تفادي إجراء انتخابات جديدة.