سيمضي هذا العام كغيره، ولكن التحولات السعودية الكبرى التي حدثت فيه ستظل في ذاكرة السعوديين إلى الأبد، وسيحدد المؤرخون التاريخ السعودي بما قبل وما بعد 2017، وتعالوا معي نحاول سرد الأحداث الكبرى التي حدثت هذا العام بالترتيب.

الحدث الأول

وقع في 23 من أبريل، هو الأمر الملكي الذي جاء في نصه: «وبعد الاطلاع على ما رفعه معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وما رفعه معالي رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، والتي تبين من خلالها ارتكاب معالي الأستاذ/‏ خالد بن عبدالله العرج وزير الخدمة المدنية تجاوزات بما في ذلك استغلاله للنفوذ والسلطة. أمرنا بما هو آت:

1 يعفى معالي الأستاذ/‏ خالد بن عبدالله العرج وزير الخدمة المدنية من منصبه.

2 يكلف معالي الدكتور/‏ عصام بن سعد بن سعيد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء بالقيام بعمل وزير الخدمة المدنية.

3 تشكيل لجنة وزارية في الديوان الملكي لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة للتحقيق مع معالي الأستاذ/‏ خالد بن عبدالله العرج فيما ارتكبه من تجاوزات.

4 يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.

سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»



هذا الأمر الملكي رسخ مفهوم ومشاعر العدالة بين أوساط الشعب، وأوصل رسالة هامة وإيجابية وحازمة لا وزير ولا غيره يستطيع أن يستغل نفوذه وسلطته، ومن يفعل ذلك فسيكون مصيره مصير الوزير السابق خالد العرج، الذي استغل نفوذه ليوظف ابنه في وظيفة غير مؤهل لها، وبمرتب أكبر من مؤهلاته العلمية وخبراته، وهي رسالة أيضا بأن صوت الشعب في مواقع التواصل الاجتماعي سيصل إلى الملك، وسيحقق كل ما من شأنه تحقيق العدالة والرضا للشعب السعودي، وكان الأمر الملكي الصريح والحازم الذي أقال العرج لارتكابه تجاوزات واستغلال السلطة، حدثا ونقطة تحول كبيرة لن ينساها السعوديون.

الحدث الثاني

حدث في 21 مايو بانعقاد قمة الرياض، هذه القمة التي تعتبر عدة قمم، قمة سعودية أميركية، قمة خليجية أميركية، قمة عربية إسلامية أميركية. قمة حضرها أكثر من 56 دولة في وقت قصير استطاعت الرياض عقدها بكل احتراف، وكانت الرياض في تلك الأيام عاصمة وكالات الأنباء العالمية التي نقلت على الهواء مباشرة إعلان القمة محاربتها للإرهاب، وأن أيران هي عاصمة الإرهاب التي يجب على العالم بأكمله مواجهتها وسحقها.

الحدث الثالث

في الـ5 من يونيو، عندما قررت المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، وفضح كل مخططاتها لزعزعة الأمن السعودي والخليجي والعربي، ونجحت المقاطعة في تعريف قطر بحجمها الطبيعي على الخارطة، وجعلت الحكومة القطرية تجوب كل دول العالم طلبا للنجدة والإنقاذ، ولكنها في كل مرة تزداد يقينا بأن الحل في الرياض فقط مهما طال عنادها ومكابرتها على الخطأ.

الحدث الرابع

في 26 من سبتمبر حين أمر الملك بالسماح بقيادة المرأة للسيارة، وأتى هذا الأمر من ملك الحزم والحسم سلمان بن عبدالعزيز بعد سنين طويلة من النقاش والجدال حول هذا الأمر، حتى حسمه الملك في خطوة تاريخية لن ينساها السعوديون إلى الأبد.

الحدث الخامس

هو ليلة القبض على الفساد تلك الليلة التاريخية التي أمر فيها الملك بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة. وقامت هذه اللجنة فورا بتوقيف كل من وجهت لهم تهم فساد مهما كانت مكانتهم في عالم المال والأعمال أو المناصب الوزارية ودون النظر لاسم الشخصية، فقط للتهم الموجهة إليهم، وتمت مواجهتهم بالأدلة التي جمعت ضدهم، هذه الليلة حتى زميلي الصيني في إحدى جامعات مقاطعة سشيوان الصينية عرف بها، وهو الذي لا يهتم بأخبار السياسة، ولكنها الأحداث والإصلاحات التاريخية الكبرى، تتحول بمجرد حدوثها إلى حدث عالمي يتداوله الجميع ويشيد به، لأنه لا يوجد مجتمع لا يتمنى أن يرى الفاسدين الكبار يسرحون ويعبثون، بل يريد أن يراهم أمام العدالة حتى يعم الرخاء أرجاء البلاد. وكنا محظوظين بقيادتنا الحكيمة التي حاربت الفساد بكل قوة من أجل أن نمضي في تحقيق رؤية المملكة ومستقبلها وأمنها ورخائها.

الحدث السادس

هو الإعلان عن مشروع «نيوم» الذي رسم خارطة لمدينة خيالية غير مسبوقة لم يتوصل لها العالم بأكمله، ويتمنى أي يشخص أن تكون في دولته، ولكنها في وطن السعودية التي وعد محمد بن سلمان أن يجعلها أفضل وأقوى من أي وقت مضى.

الحدث السابع

هو تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم لكأس العالم 2018 في روسيا، ويأتي هذا الحدث بعد سنين طويلة من تعطش الجمهور السعودي للمشاركة في كأس العالم، ومحاولة رسم صورة مشرقة للكرة السعودية والشعب السعودي، ومونديال كأس العالم هو من أهم المناسبات العالمية التي ترفع سمعة البلاد.

الحدث الثامن

هو السماح بإنشاء صالات السينما في السوق السعودي، وهي خطوة متأخرة، ولكنها هامة وحدث تاريخي.

الحدث التاسع

هي رسالة ولي العهد محمد بن سلمان التي انتظرناها طويلا وأوصلها أثناء الإعلان عن مشروع «نيوم» عندما قال: «السعودية انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة، ليس المجال اليوم لذكرها، فنحن لم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود لما كنّا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم ومع جميع الأديان، ولن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم وفورا، لنعيش حياة طبيعية، حياة تترجم قيم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطبية، ونساهم في تنمية وطننا والعالم»، وأعتقد بعد هذه الرسالة أصبحت الخريطة واضحة نحو مستقبل مشرق مزدهر، نشارك فيه جميعا لبناء الوطن الذي نحلم به والذي بدأ من هذا العام 2017 الذي لن ينساه الشعب السعودي إلى الأبد.