- نفوذ ميليشيا حزب الله على قرارات عون
- غياب رغبة تحسين العلاقات مع الرياض
- قلق من الرسائل المباشرة لمخرجات المؤتمر
- غياب جهة مستقلة تمثل السياسة الخارجية للبلاد
تركزت مشاورات رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، التي أجراها أمس، في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت، مع رؤساء الكتل النيابية الممثلة في الحكومة والأحزاب، حول كيفية الحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد، والعلاقات مع الدول العربية، والموقف من إسرائيل وتهديداتها وكيفية مواجهتها، واتفاق الطائف، إلى جانب تسيير عمل الحكومة.
وبحسب محللين، فإن هذه المشاورات قد تتمخض عن عودة رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري عن الاستقالة بعد أخذ الضمانات الكافية لتحييد حكومته عن نفوذ الميليشيات، أو المضي في قرار الاستقالة وتشكيل حكومة جديدة، أو تعديل الحكومة الحالية، أو تحولها إلى حكومة تصريف أعمال وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وكان عون، قد استقبل، ممثلين عن أحزاب سياسية وكتل نيابية، وأبرزها حركة «أمل»، و«التيار الوطني الحر»، و«تيار المردة»، وممثلي ميليشيا حزب الله، وغيرها من الفصائل والأحزاب السياسية في لبنان، قبل أن يطلع رئيسي الحكومة ومجلس النواب، سعد الحريري، ونبيه بري على نتائج المشاورات.
مشاورات هامشية
من جانبهم، رأى مراقبون للشأن اللبناني، أن المشاورات التي يجريها عون، تهدف إلى كسب الوقت وذر الرماد في العيون، والتشعب في مواضيع هامشية بعيدا عن القضايا الخلافية التي جاءت وراء استقالة الحريري، مشيرين إلى أن الوضع السياسي ينزلق نحو الخطر، ويهدد العيش المشترك، مطالبين أن يكون الحل متوافقا مع القرارات الشرعية الدولية، وليس لتغطية وشرعنة تحركات حزب الله.
وطالب المراقبون بضرورة استمرار اللبنانيين في تسويتهم السابقة التي انتجت الحكومة الحالية، وإبقاء لبنان بعيدا عن الأوضاع الإقليمية، وإعطاء صلاحيات أوسع للحكومة بما يضمن عدم تدخل الميليشيات في قراراتها.
التغيب عن التحالف الإسلامي
أكد أمين سر حركة «التجدد الديموقراطي»، الباحث، أنطوان حداد، في تصريح لـ«الوطن»، أن لبنان ارتكب خطأ جسيما بتغيبه عن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي عقد في الرياض أول أمس، مشيرا إلى أن بيروت معنية بشكل مباشر بمسائل مكافحة الإرهاب، والتكاتف مع جميع الدول العربية والإسلامية لمواجهة خطره.
وأوضح حداد، أن المؤتمر كان له ثقل سياسي إقليمي ودولي، باعتبار عدد الدول المنتمية إليه، مبينا أن لبنان كان في طليعة الدول التي تصدت للإرهاب، والجيش اللبناني كان من أوائل الأطراف في خندق المواجهة، لافتا إلى أن المؤتمر كان يعد فرصة مناسبة لتحسين علاقة بيروت مع الرياض، وإعادة بعض التوازن إلى السياسة الخارجية.
وأضاف حداد، أن غياب تمثيل لبنان عن المؤتمر، يعكس وجود نفوذ قوي على القرار السيادي اللبناني، وأن هذه الخطوة تعكس وجود ضغوطات من قبل أطراف نافذة للهيمنة على القرار الحكومي المستقل، مشيرا إلى أن موقف عون حول تكليف وزير الدفاع للمشاركة في مؤتمر الرياض، تم الامتناع عنه، يعد قرارا غير موفق ويقدح في حياد رئاسة الجمهورية.