حين تسمع نبأ إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الكويت وسحب اعتماد مراسلها سعد السعيدي بعد عرضها لاعتداءات ندوة "إلا الدستور" يقفز إلى ذهنك مصطلح "قمع الحريات"، فتنفي ذلك عن "الكويت" وتنبش في الصحف لتجد ضالتك في خبرٍ عن حكم بالسجن 3 أشهر لابن الأسرة الحاكمة الشيخ صباح المحمد رئيس تحرير صحيفة الشاهد الكويتية بعد إدانته بالإساءة للنائب العام، وتزيد في عملية مسح مصطلح "القمع" فتقلب الصحف الكويتية لترى على صفحاتها ما لم تره على "الجزيرة"، وتقرأ زوايا كتابها التي لا يخلو بعضها من التهكم والسخرية بتصرف النواب أوالحكومة دون أن يسألهم أحد عن شيءٍ من ذلك ..!

فلا يتوانى "نبيل الفضل" و"فؤاد الهاشم" عن التهكم والسخرية بالنواب المعارضين للحكومة ووصفهم بأوصاف لا تعرف الأدب ولا الاحترام وتتجاوز حرية التعبير، كما لا يدخر "محمد الوشيحي" شيئاً من السخرية وقسوة الألفاظ ليغزو بها أنصار الحكومية ووزراءها ونوابها وكتابها، وتجد على "الآن" الإلكترونية و"الشبكة الوطنية" أكثر من ذلك.. تلتقط "الريموت" فتشاهد الألفاظ السوقية تتطاير من بعض مذيعي وضيوف قناة "سكوب"، وتزداد حدة الخطاب ونبرة الخلاف فتسمع مالكة القناة "فجر السعيد" على أحد برامج قناتها تهدد خصومها "إن جاءوا على ذكر اسمها أو قناتها" بالويل والثبور وتقسم بالله 10 مرات إنها لن تسكت حتى لو وصل الأمر إلى الاعتداء عليهم بالضرب كما حدث لصديقها وضيف قناتها الدائم متخصص السباب "محمد الجويهل" الذي تشطب قناتها بعض ألفاظه.

ليست الكويت وحدها أغلقت مكتب "الجزيرة" بل سبقتها المغرب والبحرين والعراق.. وليست "الجزيرة" وحدها، بل حتى "العربية" أغلقت مكاتبها في العراق وإيران واعتقل عادل عيدان حين كان مراسلاً لها في الكويت.. ولو عدنا إلى "الإغلاقات" لوجدناها تشترك بتهمة الإساءة إلى سمعة البلد، بينما قرار الإغلاق هو المسيء لأنه روج للإساءة وأتاح مشاهدتها للعالم الذي لم يكن ليعلم عنها لولا الإغلاق!