كان عنوان مقالي السابق «دياز ضيع الآسيوية والدوري في الطريق»، ووجدت ردة فعل واستهجان بعض محبي الهلال، مؤكدين أنني بالغت في النقد، غير أن الرؤية وما كنت أرمي إليه تجلّيا بكل وضوح في مواجهة الفيحاء، التي تلقّى فيها الفريق أول خسارة، كانت متوقعة، في ظل غطرسة المدرب وإصراره على قناعات غريبة حتى لو كلّف الأمر خسارة الفريق كما حدث في الآسيوية، عندما استبعد الحارس الأمين الحبسي، واستعان بمهاجم «معطوب»، وحينما دارت رحى العراك في النهائيات افتقد الهلال الحارس والمهاجم، والصورة تتجدد في منافسات الدوري، فإصراره على عدم إشراك الحبسي بشكل دائم، كلّف الفريق الخسارة التي جاءت من خطأين وقع فيهما المعيوف، وهو الحارس الذي لا يجيد التعامل مع الكرات العرضية، فضلا عن التنظيم الدفاعي السيئ، وفوق هذا وذاك استمراريته في الاستعانة بالعابد غير المربح، وتجاهله النجراني الذي غادر إلى الأولمبي، وشارك وسط استغراب القريبين من البيت الأزرق، في وقت يستعين بالواعد مهند فلاتة في التشكيل، رغم عدم الحاجة إليه في ظل وجود الدولي الخيبري الذي يتميز كمحور دفاعي.
تساؤلات عدة تتناثر في مثل هذا التوقيت، وسط صمت من إدارة النادي، والذي حان الوقت لتدخلها، وتحديدا بمنح المثلث: الحبسي، والنجراني، والخيبري، الفرصة كاملة لتعزيز الروح، ويقيني لن يمر على الهلال طريق سالك لخطف الدوري أفضل من الأجواء الحالية، غير أن دياز وثلّة من اللاعبين أسهموا في تطاير النقاط.
الفرق التي تواجه الهلال، فهمت الطريقة التي تقلم أظافر دياز، بعد نجاح الجبالي في فرض ذلك الإيقاع -وبعشرة لاعبين- وأكدها مدرب الفيحاء في المواجهة الأخيرة التي شهدت تفوقا على الصعيد التدريبي للأخير بالقدرة على إيجاد الحلول.
هناك جوانب لا بد أن يعيها، وهي قراءة الخصم قبل المباراة، والقدرة على قلب الأوراق في الأوقات التي يفترض تدخله، والصحيح أن دياز أحدث ثقافة سلبية في العطاء الأزرق مفادها الاستحواذ الذي أضاع عليه أسهل نهائي آسيوي، ومباريات كانت في متناول اليد أمام فرق تصارع على الهبوط، والقادم أصعب إذا استمرت عجرفته وإصراره على إبعاد المميزين.