أجمع مراقبون على أن إصرار الدولة اللبنانية على بقاء حزب الله في الحكومة يخرج لبنان عن محيطه العربي، مشيرين إلى أن البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب اتهم صراحة حزب الله بدعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في الدول العربية.
وقال المراقبون إن الخطير في الموضوع إجماع الدول العربية على وصف حزب الله بالمنظمة الإرهابية، والأخطر أن البيان حمل الدولة اللبنانية هذا الأمر بسبب مشاركة حزب الله في الحكومة، في إشارة إلى أن الأخيرة تدعم سلوك الحزب الإرهابي.
تداعيات خطيرة
وذكر المحلل السياسي يوسف دياب في تصريحات إلى «الوطن»، أن تداعيات بيان جامعة الدول العربية على لبنان من جهة علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي وموقعه الدولي، ستكون كبيرة في ظل اختطاف لبنان من قبل حزب الله، مشيرا إلى أن الدولة اللبنانية قاصرة عن اتخاذ أي قرار يتعارض مع مصلحة الحزب، لأنه قادر في أي وقت على قلب الطاولة على رأس الجميع، وهو يذكر دائما بأحداث السابع من أيار، حينما احتلت قواته العاصمة بيروت، بما يعني أنه لا يمكن أخذ قرار خارج موافقته حتى لا يفجر البلد، وأن لبنان بات رهينة في يد حزب الله.
وأضاف دياب أنه وسط سطوة الحزب فإن القرارات العربية لا تشكل وسيلة ضغط على لبنان حتى يدفع حزب الله إلى تغيير سلوكه كون قراره موجودا في طهران، إلا أن البلد سيتحمل تبعات هذا الأمر كون حزب الله جزءا من الحكومة ومجلس النواب، حيث لا تستطيع الدول العربية السكوت عن أفعاله، ومن ثم فإن تقصير الدولة في عدم ضبط سلوك حزب الله، بعد أن فشلت في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وقرارها الحر، يجعلها ذاهبة إلى حصار أو مقاطعة عربية سيدفع ثمنها اللبنانيون.
التحكم في الدولة
ويرى دياب أنه يتعين على حزب الله ممارسة دوره كحزب يمثل طائفة واسعة من اللبنانيين من خلال تمثيله في الحكومة والبرلمان، إلا أنه من المرفوض «تمدد أذرعته العسكرية في الداخل اللبناني لإحكام السيطرة على السلطة في لبنان، واللعب بأمن سورية والعراق واليمن ودول الخليج من خلال خلاياه الأمنية».
وقال دياب إن الموقف اللبناني الرسمي بعد بيان جامعة الدول العربية يعبر للأسف عن الدولة الضعيفة المرهونة لقرار حزب الله، بدءا من رئيس الجمهورية مرورا بالحكومة ومجلس النواب وصولا إلى الأحزاب، موضحا أن المطلوب من الدولة اللبنانية هو إقناع حزب الله بالحد الأدنى وتجنيب البلد تداعيات أعماله، وأن يثبت سحب خلاياه الإرهابية في دول الخليج، والتوقف عن ممارسة دوره التخريبي في اليمن من خلال مشاركته في إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية.
وأكد دياب أن حزب الله يعي جيدا المخاطر الجمة التي سيتحملها لبنان في حال تمت مقاطعته عربيا، وستنطلق شرارة سخط وغضب كبيرة في الشارع اللبناني عموما وفي بيئته الحاضنة خصوصا جراء تضرر اللبنانيين من العقوبات العربية، لافتا إلى أن الحزب لن يعبأ بتلك الأضرار كونه يتحرك وفق أجندة إيران.
تداعيات القرار العربي
التأثير على لبنان إقليميا ودوليا
كشف عجز الدولة عن تحجيم حزب الله
إصرار الدول العربية على موقفها
مقاطعة لبنان وتضررها اقتصاديا
انطلاق شرارة السخط بالشارع اللبناني