لم يتأخر الرد من الإدارة الأميركية على لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام بالتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لطلب وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بعد أن أفشلت إسرائيل العرض الأميركي الأخير بتجميد الاستيطان لمدة 90 يوما مقابل حوافز مغرية للدولة العبرية.
وإذا كانت اللجنة العربية قد طالبت بعرض جدي من واشنطن، لاستئناف المفاوضات فهي تدخل نفس الدوامة التي لم تستطع واشنطن الخروج منها بعد مفاوضات مكثفة شارك فيها المبعوث الأميركي جورج ميتشل ومستشار الرئيس أوباما، دينس روس في المنطقة.
الرد والنوايا الأميركية كانت واضحة وجلية في القرار التحريضي الذي اتخذه الكونجرس ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والطلب من الإدارة الأميركية استخدام الفيتو ضد أي قرار في المجلس، لا بل إنه حث الدول الأجنبية على رفض أي طلب فلسطيني الاعتراف بدولتهم.
إذا كانت واشنطن ومن ورائها إسرائيل بهذا الوضوح، فما هو المطلوب من القيادة العربية ومن الفلسطينيين عمله في هذه المرحلة؟
لن تكون هناك مغالاة إذا تم الطلب من الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بتجميدها في المرحلة الراهنة، وقطعها في مرحلة متقدمة إذا استمر الصلف الإسرائيلي بانتهاك المقدسات في المسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين من أراضي الـ48 ومن القدس عبر تهديم منازلهم، ومواصلة الاستيطان في أراضي الضفة الغربية في المستوطنات النظامية والعشوائية والتي جميعها تقام على أرض فلسطينية.
حيثيات كثيرة تضمنها قرار الكونجرس الذي كان ينطق بلسان الكنيست لمحاصرة البرازيل والأرجنتين والأوروجواي،لا لشيء إلا لأنها اعترفت بحق شعب، يجمع العالم على حقه.