«من عدم الحكمة فعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا وتوقع نتيجة مختلفة» البرت آينشتاين بتصرف.

تأسست مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة منذ ما يقرب من 8 سنوات، وميزانية تقرب من نصف مليار سنويا، توقع كثيرون منها الكثير، لكن كانت للأسف خيبة أمل كبيرة حتى للمتفائلين.

ما حصاد 8 سنوات من عمل المدينة؟ تقريبا لا شيء، مجرد ندوات وورش عمل ومذكرات تفاهم ولقاءات، وربما في الأشهر الأخيرة بدأت تظهر خطوات عملية للطاقة المتجددة، وهذا يرجع إلى وزارة الطاقة، وربما مجهود رجال أرامكو، أما المدينة فلا توجد لها إنجازات تقريبا على أرض الواقع.

8 سنوات والحصاد شبه صفري، الصين خلال 4 سنوات ضاعفت إنتاجها من الطاقة الشمسية 10 مرات! من أكثر من 7 جيجاوات عام 2012 إلى أكثر من 70 جيجاوات عام 2016!

الصين أضافت 24 جيجاوات من الطاقة الشمسية في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة فقط! بينما مدينة الطاقة الذرية والمتجددة في 7 سنوات شبه أصفار، وضعت المدينة خطة لإنتاج 41 جيجا من الطاقة الشمسية إلى 2032، وبعملهم البطيء جدا لم تصل إلى نتيجة ملموسة، لذلك تغيرت الأهداف إلى حوالي 10 جيجا من الطاقة عام 2023!

وصراحة، لا ألوم وزارة الطاقة على هذا الهدف، لأنها جاءت فوجدت الوضع أمامها لم يتغير كثيرا منذ إنشاء المدينة، فبدأت تقريبا من لا شيء.

ويرجع السبب الرئيسي في نظرنا إلى عدم تحقيق المدينة أهداف الطاقة الشمسية إلى عدم اقتناع! لأنهم تعودوا على دراسات القص واللزق من أوروبا وألمانيا وغيرها، وظنوا أن الطاقة الشمسية مكلفة! مع أننا كتبنا لهم كثيرا ومنذ سنوات أن الظروف السعودية مختلفة، وأننا في المملكة سنكون من أرخص الدول في إنتاج الطاقة الشمسية في العالم، لكن ماذا نقول لخبراء القص واللزق من الدراسات الغربية، وفعلا أثبت التاريخ صدق توقعاتنا، وأصبحت المملكة من أرخص دول العالم في إنتاج الطاقة الشمسية. طبعا شيء منطقي، بسب زيادة أيام الشمس المشرقة لدينا، مقارنة بأوروبا وزيادة ساعات السطوع، إضافة إلى رخص إنتاج المواد ورخص الأيدي العاملة، وتحججوا بحجج واهية، مثل الغبار وغيره، مع أنه توجد عدة طرق لإزالة هذا العائق.

نعتقد أن مدينة الطاقة المتجددة مثال لعدم الكفاءة وعدم الإنتاجية في القطاع الحكومي، بل إن صرف أكثر من 4 مليارات خلال السنوات السابقة هو شبه هدر، لا نتوقع كثيرا من إدارة مدينة الطاقة المتجددة، لأن 8 سنوات كانت كافية ولم يحرز شيء جدي مقارنة بالإمكانات المتوافرة والظروف الموجودة في بلدنا، حتى لو قارنا المدينة بشركة خاصة مثل اكوا باور، فإننا نجد أن هذه الشركة أنجزت أكثر من المدينة بأشواط بل بسنوات ومراحل، ومشاريع جبارة رغم أنها لم تجد الدعم الذي تحظى بها المدينة، وهي علامة مضيئة في شركاتنا الخاصة التي وصلت إلى العالمية.

صراحة، نشعر بالأسى أن تحمل المدينة اسم رجل عزيز على قلوبنا، ورجل له إنجازات عظيمة في الوطن، ولكن مدينة دون إنجازات تذكر، لذلك الأفضل إعادة هيكلة المدينة، وإيقاف الهدر وعدم الجدوى، وكما كتبنا سابقا أن تستحوذ أرامكو على أنشطة الطاقة المتجددة وحتى النووية، وجعل المدينة تنظيمية، لكن بعد مدها بكفاءات ودماء جديدة.

هذا الوقت في تاريخ بلدنا هو وقت سلمان ومحمد، وقت الكفاءة والإنجاز والمحاسبة، وليس وقت المجاملات والهدر.