كشفت مقارنة بين إحصاءين صحيين أن نسبة السمنة بين النساء في المملكة ارتفعت من
33.5 % عام 2014 إلى 67.5 % عام 2017، وذلك بنسبة زيادة بلغت 34 %.
فيما أكدت أحدث الإحصاءات خلال العام الجاري 2017، أن نسبة المصابات بالسمنة في المملكة تبلغ 67.5 %، بينما تبلغ لدى الذكور 38.2 %، توقع استشاري جراحات السمنة في مستشفيات الحبيب زميل الكلية الملكية الكندية في الجراحة الدكتور عزام القاضي لـ«الوطن» أن ترتفع هذه النسب بحلول عام 2022 إلى 77.6 % بالنسبة للإناث و41.4 % بالنسبة للذكور.
وبنى القاضي توقعاته على عدة عوامل لم يتم التدخل لمعالجتها بالشكل المطلوب، من أبرزها النمط الغذائي السيئ، وكذلك قلة النشاط البدني، بالإضافة إلى عوامل وراثية أخرى.
السمنة والوفاة
يقول القاضي إن السمنة قد تتسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الوفاة، مشيرا إلى أن نتائج عدة تقارير طبية تقول إن عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة في السعودية بلغ 20 ألف حالة سنويا. وأضاف أن هذا المرض حسب التقارير الحديثة يصيب نحو 36 % من سكان المملكة، مبينا أننا نقع ضمن أعلى 10 دول في العالم من حيث الإصابة بالسمنة. وتابع: في تقرير نشرته وزارة الصحة بعد إجراء المسح الوطني للمعلومات الصحية عام 2014، تبين أن السمنة أعلى لدى الإناث السعوديات، وبلغت النسبة 33.5%، إذ ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى نحو 67.5 %.
وأشار استشاري جراحات السمنة إلى أن معدل انتشار السمنة مع التقدم في العمر يزداد، حيث بلغت النسبة بين الفئة العمرية من 55 إلى 64 عاما نحو 48 %. وأضاف: «الأمر الذي يدعو إلى القلق الآن هو وصول عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المملكة إلى ما يقرب من 3.5 ملايين طفل، وفقا لما ذكرته دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي».
الآثار والمراحل العلاجية
بين الدكتور عزام أن السمنة وباء منتشر في عصرنا الحديث، وهو أحدث أخطر العوامل المؤدية إلى الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذه الأمراض من شأنها أن تزيد من الوفيات، فضلا عن أنها ترهق السلطات الصحية في أي بلد من حيث تكاليف الفحص والعلاج والمتابعة الطبية. وأضاف: المملكة لا تختلف كثيرا عن دول العالم، وبالتالي فإن هناك تكاليف تسببها مثل هذه الأمراض الناتجة عن السمنة، ومنها أمراض القلب والموت المفاجئ، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل المفاصل والأربطة، ومشاكل الخصوبة عند المرأة، وبعض أنواع الأورام الخبيثة، والأخطار على الجهاز التنفسي، وأمراض الكبد، والمشاكل أثناء الحمل والولادة، والتأثير على الجهاز التناسلي. وحول علاج السمنة ذكر الدكتور عزام القاضي أنه ينقسم إلى نوعين: الأول جراحي عن طريق عمليات جراحية كالتكميم وتحويل المسار لعلاج السمنة المفرطة. أما النوع الثاني فهو علاجي مثل ضرورة تغيير نمط الحياة على مستوى عام، من حيث اتباع نظام غذائي معين، وكذلك ممارسة الرياضة والنشاط الحركي، وبعض الأدوية التي تساعد في فقدان الوزن تحت إشراف طبي.
عوامل ونتائج غير مرضية
أوضح القاضي أن رؤية المملكة 2030 تستهدف تقليل معدلات السمنة، إلا أن هناك عددا من العقبات التي يجب إزالتها من قبل الجهات الصحية، أبرزها انتشار ثقافة الغذاء غير الصحي الذي يتسبب في 90 % من حالات ارتفاع الوزن، بالإضافة إلى قلة النشاط والحركة، الأمر الذي يدفع بالجهات المعنية إلى بذل مزيد من جهود التوعية في هذا الإطار.
وأضاف أن هناك عوامل أخرى تتدخل في عملية زيادة الوزن، وتكون لدى الإناث أعلى من الذكور، مثل اختلال الغدد الصماء، وكذلك العوامل الوراثية.