تمثل صحة الإنسان أغلى ما يملك في الحياة، إذ يظل يبحث عن العلاج إن مرض، وينشد أسباب الحياة بشتى الطرق والأساليب، مهما كلفه ذلك البحث من عمل جهد ومال.

وما وصل إليه الإنسان في القرن الحالي من إنجازات كبيرة في مجال الطب، أمرٌ قد لا يصدقه من عاش في أزمنة غابرة، إذ أنقذ التقدم العلمي في مجال الصحة والطب حياة البشرية، بعد أن كان الموت الجماعي يتربص بهم ويقضي على الناس بأمراض تعد بسيطة في وقتنا الحاضر، إذ إن بعضها بفضل تقدم العلم انقرض وانتهى.

تعمل المصحات والمستشفيات ومراكز الأبحاث في كل أنحاء العالم عملا جادا ومستمرا للبحث عن العلاجات، ووقاية الإنسان من المرض والإسهام في رفع الصحة وتعزيز الوعي الصحي بأهمية ممارسة السلوك الصحي في الحياة والابتعاد عن أسباب المرض، لما له من أثر على الفرد والمجتمع والاقتصاد الوطني بشكل عام.

الصحة والمرض أمران قدرهما الله على عباده من بني البشر، فهو الشافي والمعافي سبحانه، ومع هذا أمر بأخذ الأسباب والبحث عن العلاج والتداوي.

في وقتنا الحاضر، تقدم العلم بشكل كبير، وأصبحت أجهزة التشخيص عالية الدقة، ويستطيع المختص الذهاب بعيدا في الجسم البشري، ومع هذا لا يخلو المجتمع من وجود من يسمون أنفسهم «المعالجين الشعبيين»، ونالوا شهرة واسعة، وبعضهم نال الثراء من يبع الوهم على الناس، بخلطات مغشوشة وبعضها سام، ولا شك أنه من الواجب على الجهات الصحية والمختصين حماية الناس من مثل هؤلاء الدجالين، والذين يرقى عملهم إلى جرائم يجب أن يحاسب عليها مدّعو تلك العلاجات.

لماذا ننتظر حتى يصبح الناس ضحايا لمواد ملوثة وأمراض مزمنة في ظل ما تنعم به بلادنا من تقدم صحي في كل مستويات الرعاية الصحية.

لقد آن الأوان أن نفتح باب المحاسبة لكل من يحاول العبث بصحة الناس وغشهم في أغلى ما يملكون، وأثمن شيء في حياتهم، والذي يتمثل في صحتهم وسلامتهم.

نحن بحاجة ماسة إلى رسم إستراتجية صحية واضحة بين وزارة الصحة والثقافة

والإعلام، لبث الوعي الصحي خلال البرامج الهادفة، والتي تسهم في اتخاذ المجتمع أسلوب حياة صحية سليمة خالية من الأمراض تتواءم مع رؤية 2030.