عبدالسلام عبدالنعيم



تنفس السودانيون الصعداء، وتهللت أساريرهم فرحا، بعد رفع الولايات المتحدة الأميركية العقوبات الاقتصادية عن السودان.

عانى السودان من الأوضاع الاقتصادية المزرية لـ20 عاما. فيها تعطلت عجلة الإنتاج، وتضرر قطاع الصناعة والزراعة والطيران والسكك الحديدية، وغيرها.

تدنى الاقتصاد إلى مرحلة صار فيها الجنيه السوداني بلا قيمة أمام الدولار.

وكانت للمملكة والإمارات بصمة واضحة وضوح القمر في الليلة الرابعة عشرة، في رفع الحظر عن السودان. إذ بذلتا جهودا مُقدَّرة في إرجاع السودان إلى دائرة الخليج، بعدما كان قابعا في أحضان إيران في غفلة من الزمن. وبسببها دفع السودان ثمنا غاليا ومرهقا، حصيلته 20 عاما من الحصار.

وأذكر أنني كتبت قبل 6 أعوام مقالا قلت فيه، إذا كانت الحكومة السودانية تتشوق لرفع العقوبات، عليها أن تبحث عن مصالحها، وتقترب من دائرة الخليج، لمصالح اقتصادية وسياسية، والبعد الأمني والإستراتيجي، وتبتعد عن إيران المتهمة بالإرهاب من المجتمع الدولي، والتي كانت سببا في «فرملة» السودان سياسيا واقتصاديا.

ولكن، آنذاك كانت النخبة السودانية تسير خلف الضلال الإيراني، ولم تستبن النصح إلاّ في ضحى الغدِ.

الآن، المستقبل أمام السودان، بعدما خرج من أغلال الحصار، وتخلى عن إيران راعية الإرهاب، ويرجع الفضل للدبلوماسية السودانية، المتمثلة في شخص وزير الخارجية، وكذلك لا ننسى جهود الفريق طه عثمان الذي أسهم في التقارب السوداني الخليجي، والذي كان له دور مميز في رجوع السودان إلى دائرة الخليج.

للمملكة أياد بيضاء نحو السودان، ولا ينكر هذا الجميل إلا غافل أو مكابر.

فهي فتحت أبوابها  لآلاف المغتربين السودانيين، وأقامت مشاريع استثمارية وخيرية  في السودان منذ الثمانينات.

الآن، تُمسِك المملكة العربية السعودية بدفة القيادة في الشرق الأوسط سياسيا، ولديها  قوة اقتصادية كبيرة، وقبول كبير من المجتمع الدولي، بسبب حنكة قياداتها الرشيدة،  ومواقفها الإيجابية في الساحة، وبالتالي سيكون لها دور إيجابي كبير في حل كثير من  القضايا العربية، ومحاربة الإرهاب.

سيظل الخليج منطقة آمنة، وستظل المملكة بلدة رائدة في المحيط العربي، وآمنة بإذن ربها، وستظل القيادة السعودية مشرقة ومضيئة ترشد وتنير الطريق الصحيح لكل الدول العربية، من أجل منطقة آمنة ومستقرة، وبعيدة عن الإرهاب.

شكرا للمملكة وللإمارات لدعمكما السودان في رفع العقوبات.