فيما أنهت وزارة العدل -خلال العام الهجري الحالي- نحو 340648 قضية أحوال شخصية نظرتها المحاكم في كل المناطق، ويجري العمل على 52762 دعوى مقامة حاليا، ظهرت في الآونة الأخيرة حسابات مجهولة تهدف إلى إصلاح ذات البين بين الأزواج، وذلك خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأمر الذي شكك فيه أخصائي اجتماعي، مبينا أن هذه الحسابات تنتهك خصوصية الأزواج بنشرها قصصهم ومشكلاتهم عبر منصة «تويتر»، وكذلك لأن إصلاح ذات البين عملية تخضع لقوانين رسمية، وفي مؤسسات ذات علاقة مثل المحاكم والجمعيات المتخصصة.
أهمية التخصص
يقول نائب مدير مستشفى الأمل بالصحة النفسية في جدة، الأخصائي الاجتماعي سليمان الزايدي، إن الجهات الرسمية هي المنوطة بأعمال المصالحة بين الأزواج المتنازعين، والدليل على ذلك نجاح هذه الجهات الدائم في حل المشكلات الزوجية، فإذا ما استعرضنا مثلا محكمة الأحوال الشخصية في مدينة جدة التي نجحت خلال عام 2017 في إنهاء 6624 قضية منظورة لديها بالإصلاح بين المتخاصمين، فإن ذلك يوضح أن الاختصاص لديه أهمية كبرى في إنهاء هذه المشكلات، وليس اللجوء إلى حسابات ومعرّفات وهمية في شبكات التواصل، حتى وإن كان ذلك دون مقابل مادي.
حسابات مجهولة
رصدت «الوطن» عددا من الحسابات التي تروّج قدرتها على حل المشكلات الزوجية، وتستهدف كلا الجنسين، إذ تبث رسائل الأزواج ممن لديهم مشكلات وتطرحها للمتابعين، بهدف الوصول إلى نقطة التئام بينهم. وأضاف الزايدي أن هذا الهدف ليس صحيحا، إذ إن الجمهور لا علاقة له بحل مشكلات الأزواج بل المختصين، مبينا أن هؤلاء يسعون فقط إلى الحصول على أعداد كبيرة من المتابعين نظرا لشغف بعضهم بقراءتها. إلى ذلك، قال الزايدي إن هناك بعض الأزواج ممن يوافقون على طرح مشكلاتهم عبر المواقع الإلكترونية، فقط لمعرفة المذنب من الطرفين، وهذا خطأ يقع فيه أي زوجين يروجان قصة خلافهما للعامة، بل يجب عليهما الذهاب إلى المختصين في مجال حلول مشكلات الأسرة.
أسلوب غير صحي
كشف الأخصائي الإجتماعي سليمان الزايدي، أن هذه الحسابات تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، إذ تنشر أسلوبا غير صحي، وتعطي انطباعات سيئة عن صاحب المشكلة، مبينا أن الحلول ليست بالمحاولات، وإنما بناء على معطيات يتم خلالها خلق بيئة نقية بين الطرفين المتزوجين.
وأوضح أن متابعة البعض حسابات مجهولة، والأخذ بنصائحها، يعدّ كارثة، فلا يجب أن تعطى الثقة لمثل هذه الحسابات سواء من المتابعين العاديين أو من الأزواج الذين يقعون في مشكلات دائمة، إذ إن كل ما يمكن أن يقدمه هؤلاء هو قوالب من النصائح النظرية الجاهزة التي لم تراع وضع الزوجين الاجتماعي أو طريقة حياتهما أو جوانب أخرى غامضة. وبيّن أن اللجوء إلى أطراف غير متخصصة لحل مشكلات النزاع الأسري حتى لو كان بين الإخوة، أو بين أب وابنه، وخلاف ذلك، لا يمكن أن يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، لأن هؤلاء غير قادرين على التعاطي مع المشكلات الأسرية بشكل جيد، ويمكن لهذا النوع من الاستشارات أن يعطي انطباعات غير صحيحة عن صاحب المشكلة في حال تم عرضها على المجتمع بشكل عام.
سلبيات حسابات الاستشارات الأسرية
تشوش على صاحب المشكلة
تعطي انطباعات غير صحيحة عن أصحاب المشكلة
تقدم قوالب لحلول جاهزة وغير ناجحة
تخترق خصوصية الأزواج بنشر قصصهم
تعكر الجو الأسري وتجعله غير صحي
لا تتعاطى مع المشكلات التي تردها بشكل جيد
الجمهور لا يسهم في حل المشكلة بل المختصون