عبدالله الغامدي
من أفضل ما تعلمت في إحدى الدورات، تعريفٌ للقائد التحولي transformational leader، أنه «ذلك القائد الذي يصنع حوله قادة لا تابعين»، وبهذا فإن المنظمة حينها ستكون متكئة على أرضية صلبة أشبه بقول شاعر العرب السموأل:
إذا سيد منا خلا قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
قلت: هذا الأمر غاية في الأهمية، ذلك أن المنظمة لا يجب أن تقف عند حاجز عقل واحد، تشيخ إن شاخ، وتنفعل إذا انفعل، وتجنح حين يجنح.
منظمات العمل اليوم أصبحت في حاجة إلى صفوف ثانية وثالثة وعاشرة، من القادة الذين ينتظمون أشبه ما يكون بقائدي الطائرات المدنية ومساعديهم وطاقم الطواريء والاحتياط.
فلسفة الإدارة اليوم لم تعد تقبل أن يكون العمل شمعة في مهب الريح، يتخاطفها رعب زوال القائد، وتعدد التحديات، وتكاثر عاديات الزمن من هنا وهناك.
اليوم، بات من المؤكد أن صناعة القادة استثمار في رأس المال البشري human capital وليس تكاثرا في الموارد البشرية human resources، ذلك أن الأول وقود وحياة واستمرار لتحقيق الربح، بينما ينحسر الثاني عند تسيير العمل والحد من المخاطر المحتملة.
تعلمت كثيرا من دروس الإدارة، ورجعت أحمل كثيرا من آمال التطبيق. تعلمت أن المنظمات تماما كأجساد البشر، تعتريها صحة ومرض. وكأرواح البشر تأنس وتوحش. وتعلمت مع هذا وذاك أن القادة الحقيقيين هم أطباء المنظمات، وجرّاحو الملمات. وما توفيقي الا بالله، عليه توكلت وإليه متاب.
