أرجع محاضرٌ قصة «الدجيرة» التي أرعبت أهل جدة في زمن مضى، إلى خوفهم من المتخيل، ذاكرا كيف أن القصة كادت أن تعتقلهم في بيوتهم، لولا أن البلدية هدمت بيت الدجيرة المزعوم، فزال رعب الناس منها، فأهل جدة لم يروا الدجيرة إنما خافوا من متخيّلهم الخرافي الذي أنتجوه.

جاء ذلك، خلال الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي، قدم خلالها مساعد الجهني ورقة بعنوان «ميثولوجيا المتخيل»، تحدث فيها عن المتخيّل المكبوت الذي يسكن في كثير من النصوص الأسطورية المحمّلة بالدلالات الرمزية التي تحتاج إلى الكشف.

مشترك ثقافي

قال الجهني، المتخيّل مصطلح غربي النشأة والتكوين، إلا أن جذوره تعود إلى ملكة الخيال التي تميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، لذلك فهو مشترك ثقافي تشترك فيه كل الثقافات الإنسانية.

وأضاف، المتخيّل وفق المقاربة المطروحة منتج ذاتي صادر عن الذات، أي أنه ليس معطى موضوعيا مجردا من العواطف والانفعالات الذاتية، وهذا ما يدفعنا إلى فحصه وكشف التمثلات الذاتية القابعة فيه، عبر قراءة بعض نصوصه، الميثولوجيا التي أنتجها البشر، وصبوا فيها عصارة تجاربهم وخبراتهم وأفراحهم وأحزانهم وأشواقهم.