كشف مصدر حوثي داخل العاصمة صنعاء، أن زعيم الجماعة المتمردة، عبدالملك الحوثي، وجه قياديا بارزا في ما يعرف باللجنة الثورية، لإصدار تعميم سري وعاجل، يقضي بمنع نشر صور الأطفال الذين يقتلون في الجبهات، وذلك تفاديا لغضب ذويهم والرأي العام. وأكد المصدر، خلال تصريح إلى «الوطن» أن التوجيهات شملت التعميم داخل ما يعرف بمؤسسة الشهداء في صنعاء، بمنع تداول أو لصق صور الأطفال المقتولين في الجبهات، في الساحات العامة أو في المؤسسة ذاتها، إلى جانب إزالة جميع الصور التي عُلقت في الشوارع مسبقا. وأضاف المصدر «كما تم التوجيه أيضا بمنع تصوير الأطفال الحاملين للسلاح، أو الذين يقومون بتدريبات عسكرية»، مشيرا إلى أن القيادي في اللجنة الثورية هدد بعقوبات رادعة وقوية ضد من يخالف ذلك.




تغيير الاستراتيجيات

أوضح المصدر أن عرض صور جرائم قتل الأطفال في الجبهات، بات ينتشر بشكل كبير وسط الشبكات الاجتماعية، وهو ما أغضب أهالي وذوي الأطفال المختطفين والمجندين، وذلك رغم إنكار قيادات حوثية ذلك. وتطرق المصدر إلى أن الجماعة الانقلابية كانت تفتخر في السابق بعرض صور الأطفال المقتولين في الميادين الرئيسية، والمدارس والمؤسسات الحكومية، إلا أن السخط الشعبي دفع بالجماعة إلى التراجع وإزالة جميع تلك الصور والتكتم عليها بشكل كبير.




أدلة دامغة

من جانبه، صرح وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني ماجد فضائل، لـ»الوطن»، أن القرار الحوثي الجديد، يعكس مدى رغبة الجماعة في التكتم على جرائمها التي ترتكبها بشكل يومي ضد الأطفال والمدنيين، وإخفاء الأعداد الحقيقية للقتلى من الأطفال في الجبهات.

وأضاف فضائل «رغم الضغوط الدولية على الحوثيين، إلا أن هذه الميليشيات تستمر في تعنتها وتجنيد الأطفال والنساء ضمن صفوفها، عبر الإغراءات المالية وتهديد ذويهم»، قبل أن تلقي باللوم والاتهامات بالقتل جزافا على التحالف العربي، بهدف تشويه الشرعية وتقدمها على الجبهات. وشدد فضائل على ضرورة الكشف عن الحقائق الميدانية، حيث إن الشرعية وقوات التحالف لم تجند طفلا واحدا، بل عمدت إلى تأهيل الأفراد الأسرى وإعادتهم إلى ذويهم، مطالبا المجتمع الدولي، بإنقاذ الطفولة في اليمن، وملاحقة المتورطين في هذه الانتهاكات.