حقيقة يؤكدها علم النفس والاجتماع أن معظم حاملات لقب الزوجة الثانية أو الثالثه أو الرابعة من وقعن تحت فخ أسطوانة «زوجاتي لا يفهمنني، هن مجرد وجه اجتماعي، مهملات في حقوقي، لا أجد الاحتواء ولا التقدير ولكنني مجبر على البقاء معهن بحكم الأبناء أو أنهن قريباتي، أو أن لي معرفة بإخوانهن، وأنهن كن أشرس النساء في تعاملهن مع والداي ، وجاهلات ولم يتعلمن ولا يعرفن الاهتمام بأنفسهن وبيوتهن، ولا يطبخن، ودائما مريضات بكذا وكذا، أو أنني لم أرزق منهن بالذرية، وأنني..».
كذبة سرعان ما تكتشفها الزوجة الجديدة بعد أن تقدم وتخسر كل ما أمامها وخلفها لأجل رضا الله فيه بعد شهر العسل وربما خلاله، عندما يختفي الزوج ويعلل ويقلل من شأنها لتجده يحادث أمّ أولاده على الهاتف للاطمئنان عليها بين الحين والآخر، أو الزوجة الغاضبة أو المخاصمة لأهله وذويه، أو المتسببة بقطع صلته مع أهله. بل يقطع أحياناً شهر العسل ليعود إلى زوجته بحجّة أنه اشتاق إلى أولاده.
لكن ليست كل حالة هي نفسها، فإذا عرضَ عليك الرجل المرتبط بالزواج بأسلوب بعيد عن السيكوباتية والمخادعة مثل «أنتِ حبي الوحيد، لم أفهم معنى الحياة والزواج إلا بعد أن تعرفت إليكِ…» إذاً تأكدي (كما يقول الخبراء) أنّه كاذب، وربما هناك أسباب دفينة ونفسية ومعقدة منذ طفولته، أو رغبته بأن تصبح له مكانة بين ذويه، جعلته ودفعته إلى الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة، وسيعتاد وضعه لأنه أصبح غير طبيعي، وعليك معرفتها قبل أن تستقبليه أو تقبلي زوجا سيهينك أو يصغرك أو يحقرك أو ينقصك لأجل امرأة أخرى، أو ضرة حاقدة أو حاسدة لما تنعمين أنت به، ومتصنعة لغير ما هي عليه حقيقة أمامه، فللأسف كثيرات هن في مجتمعنا من تكون بهذا الشكل أمام الزوج، وتكون هي من تقتل زوجاته وتقتله، وقد تقتل أبناءه وتتسبب في قطع علاقته وروابطه وصلته بأرحامه وذويه، وأقربهم منزلة أمه وأبوه وإخوانه، ولم يكن ذلك مبتغاه رضا الله كما يقول إنما «ولن تعدلوا ولو حرصتم»، قالها ربنا الحكيم العليم بمقدرة وتدبير شؤون البشر، فاحذروا أن تكونوا ممن سيشق ويعلق جنبه ويميل يوم القيامة، ويصبح أمره فضيحة بعدما كان فقط نصيحة له، احذروا الظلم فأنتم لا تعلمون ما الذي يدور من دوائر ومكر وكيد بين النساء لا تعلمونه، فإن كيدهن عظيم حقا، وخاصة من كانت ذات خبرة، فالمكابدة والمعايشة بين النساء وتمثيل دور البريئة والمسكينة، وهي أشد الناس فظاظة ومضاضة، ومن ستهوي به في النار بسبب أنه خُدع بها وبأسلوبها الماكر والمخادع لقلب الموازين، فاتقوا الله يا معددين، ولتنظر نفس ما قدمت، ولا تجعلوا آذانكم وقلوبكم في غلف عن الحق والعدل.