يبدو أنه وبعدما لم يبق شيء من ملابس هز الوسط الشرقي والغربي ومايوهات البحر بكل أنواعها وأحجامها، إلا وارتدتها غادة عبدالرازق، وبعدما لم يبق هنالك فستان سواريه سواء كان ضيقا أو شفافا أو مفتوحا من كل الجهات، يبرز من خلاله وشم على رقبتها أو ظهرها وعلى ساعدها أو ساقها إلا وجربته هذه النجمة الخمسينية، فإن صناع السينما ومشاهد الإثارة، باتوا أكثر حرصاً على استغلال المزيد من طاقاتها ومواهبها ومفاتن جسدها وضحكتها المجلجلة.
ففي حيلة إعلانية ـ لا يمكن وصفها بالمبتكرة ـ يلجأ منتج فيلمها الجديد "بون سواريه"، محمد السبكي، إلى الزج هذه المرة بقدم غادة باهظة الثمن، في مشهد لا يخلو من الإثارة، تتعرض فيه للانزلاق من على سلم، فيما تحاول زميلتها نهلة زكي إنقاذها، ولكنها تفشل في ذلك، لتصاب بشرخ في قدمها، وهو ما يتسبب بتعطيل التصوير وتأجيل عرض الفيلم.
هذه الحيلة الإعلانية التي تعتمد على الثمن الباهظ والجاذبية العجيبة التي تتمتع بها ساق غادة في إثارة الجماهير، يتعرف المشاهد من خلالها على موعد عرض الفيلم، الذي يتوقع له أن يحقق عائدات تقدر بملايين الدولارات، خاصة وأن عرضه يتزامن مع موسم الاحتفال برأس السنة الميلادية، وتزايد إقبال الجمهور على شباك التذاكر ودور السينما.
وعلى الرغم من أن خبر إصابة غادة بشرخ في القدم عارٍ عن الصحة، ولا يعدو كونه حيلة إعلانية، إلا أنه لا يترك مجالاً للشك بمدى شعبية ونجومية الفنانة المتميزة في أدوار الإثارة. كما لا يترك مجالاً للشك بمدى هوس الجماهير العربية بهذه النجمة، التي تضع رجلاً فوق الأخرى وتحدد سعرها وتطلب الثمن الذي يداعب مخيلتها عن دورها في أي بطولة.
في ظل هذا الواقع الذي انحدر إلى ما دون الساق، توقفت كثيراً عند جاذبية وسحر ورشاقة قدم غادة، والأمل يساورني ويداعب مخيلتي بأن يفطن إلى أهمية قدمها الباهظة عمالقة حملات العلاقات العامة في الدول العربية، لعلهم يفلحون في استغلالها في حملاتهم التوعوية الخاصة بمحاربة البطالة وحوادث السير المميتة، أو لمنع الضرب في المدارس، أو في برامج محو الأمية، أو حتى في حملات التنمية السياسية. فما أحوج جماهيرنا العربية إلى قدم سحرية تنتشلها من غفوتها وكبوتها السرمدية.