شعبان عبدالرحيم.. أشهر مكوجي في العالم..!
كان يملأ فمه بالماء وينفثه على الملابس ثم يضع "المكواة" على قطع الملابس.. واحدة تلو الأخرى.. من ساعات الصباح الأولى وحتى تغيب الشمس..!
ولأن المهنة ـ أعني مهنة كي الملابس ـ مهنة شاقة فيما يبدو.. ويكتنفها بعض التعب.. ويرافقها الإرهاق.. ناهيك عن حرارة المكان.. كل ذلك ربما ـ أقول ربما ـ كان دافعا ليدندن شعبان.. ليغني ـ وهذا سلوك بشري طبيعي على أي حال.. أعني الدندنة والغناء بغرض تسلية النفس، وقطع الوقت وبث الحماس في النفس.
شيئا فشيئاً اكتشف "شعبولا" في نفسه موهبة الغناء.. ليستغل وقت فراغه ـ ليلاً ـ بالغناء في الأفراح الشعبية.. و"دقي يا مزيكا"! ـ ليجد نفسه مرة أخرى مطربا شهيرا مطلوباً..!
شعبان عبدالرحيم.. عنوان "الشعبي" في مصر خلال السنوات القليلة الماضية ـ شئنا أم أبينا!
غير أن المضحك المبكي ـ على رأي المتنبي: "وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا" ـ إنه أصبح يقوم بدور النخبة التي تخلت عن معظم أدوارها.. اليوم شعبان عبدالرحيم هو الذي تصدى ـ بمفرده ـ للقضايا القومية الكبرى..!
"الصورة والكتابة".. "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى".."يا عم عربي".. وبقية أغانيه الأخرى سواء تلك التي تتعلق بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة.. وهناك أغنيته في أوباما!.
الخلاصة: النخبة لا تمثل المجتمع ولا تقوم بدوره.. لكنها تصنع الرأي وتقوده.. وهنا مكمن الخطورة.. النخبة هي التي تقود الأمة.. أرجو ألا يأتي يوم يصبح شعبان عبدالرحيم هو من يقود الأمة العربية!.