في مشروع التحول الكبير وبناء الاقتصاد الجديد، تسارع بلادنا الخطى والعمل الدؤوب على إصلاح الاقتصاد، وهو العمل الأصعب والتحدي الكبير لأي رؤية طموحة، في ظل وجود مجتمع شاب لدية القدرة على العمل والإنتاج.

الشباب السعودي أصبح يملك الفكر والإنتاج، ويعي الخطط الحكومية ويتواءم معها، في ظل نظرة قاصرة روّج لها بعض رجال الأعمال وأصحاب المشاريع من العمالة الوافدة، في حملة تشويه ممنهجة في الزمن الغابر، ولكن إيمان الحكومة بقدرات وإمكانات شبابها جلعنا نتجاوزها، إذ نجح شبابنا في ريادة الأعمال والابتكار، وتمكن من التقدم خطوات كبيرة. إن تحولنا من مجتمع تجاري يعمل على استيراد البضائع وبيعها إلى مجتمع صناعي، مطلب مهم وهو التحول الحقيقي، إذ باتت صناعتنا النفطية في معرض تقلب الأسواق، ودخول التقنية الحديثة مجالات الحياة المختلفة في خطر.

في فترة التحول الصناعي الذي شهدته أوروبا مطلع القرن الماضي، واكبه تحول في المجتمع أيضا، إذ إن المصانع تحتاج إلى رعاية صحية خاصة، فهي أماكن يرتفع فيها نسبة التلوث والأخطار المهنية، والخطأ البشري أمر واقع ويجب الاحتياط منه وله.

ومع التطور الصناعي الأوروبي، ظهر ما يُعرف بالصحة والسلامة المهنية، الذي يرعى العاملين في المصانع والشركات، ويقدم لهم الخدمات الصحية، وفقا لما يتطلبه عملهم من إداراك المخاطر وتجنبها، والحفاظ على صحة وسلامة العاملين بها.

لقد بات من الضروري جدا أن نهتم لهذا التخصص، ونعمل على ابتعاث الكوارد الصحية، وافتتاح مزيد من الكليات المختصة في الصحة العامة، والتركيز على الصحة والسلامة المهنية بدرجة أولى، خلال الدرجات العلمية المختلفة والمتخصصة لهذا البرنامج، لما له من أهمية كبرى وحاجة ماسة خلال الفترة القادمة.