فيما نصّت الوثيقة النهائية للجولة السابعة من مشاورات «أستانا» حول التسوية السورية، على أن الجولة المقبلة من محادثات أستانا ستعقد في النصف الثاني من ديسمبر المقبل، وبحث مؤتمر الحوار الوطني السوري في إطار عملية جنيف برعاية الأمم المتحدة، أشارت تقارير إلى أن روسيا تسعى إلى اقتناص الفرصة وإيجاد حلول للأزمة السورية، بعيدا عن القوى الفاعلة في المنطقة، وأبرزها تركيا وإيران.
ويأتي هذا التحرك الروسي بعد أن سارعت موسكو بالإعلان عن موعد ما يسمى «الحوار الوطني» في الـ18 من نوفمبر المقبل، ونشر قائمة بالمدعوين، في خطوة ترجمت على أنها انفراد روسي بالأزمة السورية، وعدم وجود رغبة بمشاركة القوى الفاعلة فيها.
خلافات معقدة
شهدت بعض جلسات الجولة السابعة من مشاورات «أستانا» حول سورية، لقاءات مغلقة لبحث بنود أجندة اللقاء، وأبرزها ملف الأسرى والمعتقلين، وتبادل تسليم جثامين القتلى والبحث عن المفقودين، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنشاء مجموعة عمل لإطلاق الرهائن والمعتقلين، وإمكان تبني بيان مشترك حول عملية نزع الألغام في سورية.
وعقدت اللقاءات المغلقة بعيدا عن وسائل الإعلام، فيما اقتصرت التصريحات على مصادر قريبة من الوفود المشاركة، وأكدت أن المشاركين في المؤتمر لم يتمكنوا من الاتفاق بشأن وثيقة حول تبادل المعتقلين.
من جانبه، رأى مصدر آخر أن غياب الإعلان عن النتائج في اليوم الثاني والأخير من جولة المشاورات يشير إلى خلافات شديدة، سواء في شأن إنشاء مجموعة العمل التي كانت تدعو إليها روسيا للعمل على إطلاق الأسرى والمعتقلين والرهائن، أو حول ملف إدخال المساعدات الإنسانية، والتي لا يجد نظام الأسد له مصلحة فيها، فيما يستبعد المصدر أن تكون الخلافات ظهرت بحدة حول مناطق ما يسمى «خفض التوتر»، خصوصا في محافظة إدلب التي تشهد تحركات تركية نشطة فيها.
الانفراد بالأزمة
أكدت مصادر من وفد المعارضة السورية لـ«الوطن»، أنه لم يتم تحقيق أي إنجاز على صعيد أوضاع المعتقلين، لافتة إلى أن موسكو حاولت اغتنام الفرصة والمسارعة بالإعلان عن موعد مؤتمر الحوار الوطني في الـ18 من نوفمبر الجاري، ومحاولة التأكيد أن هذا المؤتمر ليس منافسا لقرارات الأمم المتحدة، بل لتوسيع دائرة المشاركين في عملية التسوية.
وأشار مراقبون إلى أن طرح روسيا مثل هذه الفكرة يشير إلى محاولة جديدة من جانب موسكو لاستحداث أكبر قدر من المؤتمرات والصيغ والأشكال، للحفاظ على وجود نشط في الساحتين السياسية والدبلوماسية في سورية وحولها.
من جانبه، عد الأمين العام لحزب الشعب وعضو وفد معارضة الداخل الشيخ نواف الملحم، الدعوة الروسية للحوار الوطني خطوة للم شمل المعارضة الداخلية السورية، وكان من المفترض أن يكون هذا الحوار في سورية، ولكن ربما كانت هناك جهات لا يروق لها ذلك، فأرادت روسيا أن تقطع عليهم حجتهم ودعت إلى إقامته في سوتشي، وهذا دليل على أن الحرب في سورية في نهايتها، وآن الأوان للحديث عما بعد الحرب.
تحركات روسية
استحداث مؤتمرات جديدة حول سورية
تمركز كبير في مناطق خفض التوتر
الانفراد بأي حلول مستقبلية للأزمة
تقويض تحركات أنقرة وطهران وواشنطن