عبدالحميد الحمادي



قد تظل وزارة التعليم عاجزة عن تحقيق أهدافها التعليمية ورسالتها التربوية إذا لم تعط النشاط الطلابي أولوية واهتماما ودعما، فصناع القرار والقيادات التعليمية والمربون الممارسون، بالإضافة إلى أولياء الأمور، يتطلعون إلى أن تقوم المدارس بدورها في بناء الشخصية المتكاملة للطالب، وهذا لن يتم إلا إذا راعت وزارة التعليم سبل ووسائل وأدوات تحقيق ذلك، ومن ضمنها بل على رأسها العناية والاهتمام بالنشاط الطلابي، والنشاط الطلابي في المدارس يشتمل على مسارين أو اتجاهين، إما أن يكون داخل الغرفة الصفية كالأنشطة المتعلقة بالمقرر الدراسي، أو بمسار الأنشطة اللاصفية كالأنشطة الثقافية أو الرياضية أو الفنية أو التقنية أو العلمية، ومعظم الأنشطة الطلابية تحتاج إلى دعم مالي وتسهيلات إدارية، وهذا إحدى مسؤوليات وزارة التعليم.

فمن ضمن أهم البرامج التربوية الملهمة التي أطلقتها وزارة التعليم في الفترة الماضية برنامج (أندية مدارس الحي)، الذي تشرف عليه تشريعياً وزارة التعليم ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، حيث يمضي الطلاب داخله 4 ساعات يومياً و4 أيام أسبوعياً و18 يوما في الشهر، حيث يعمل يومياً من الساعة 4 مساء وحتى 8 مساء، مما يجنب تعرض طلاب وطالبات التعليم العام لأوقات الفراغ الطويلة، ويشرف عليه تنفيذياً إدارة التعليم وقائد مدرسة الحي، وما يجعل برنامج (أندية مدارس الحي) ناجحاً هو أنه يخضع إلى قائمة من المعايير التي تضمنت افتتاح المدارس واختيار قادة أندية الحي، والمشرفين على الأنشطة ومعايير الأدوات والأجهزة والمكافآت المخصصة للعاملين، وإتاحة الفرصة للقيام بالشراكات والرعايات وتلقي الهبات والتبرعات لتنفيذ الفعاليات والأنشطة.

والآن نحن أمام ساعة النشاط أثناء الدوام الرسمي، والتي تخضع حالياً للتجربة، والتي انقسم حولها الرأي العام إلى مؤيدين ورافضين ومحايدين، وما أحاول الوصول إليه هو أن تختصر ساعة النشاط اليومية في يوم واحد وتصبح ساعتين، لكي لا نعرض وقت الدوام الرسمي للهدر، فإدارة الطلاب أثناء النشاط ليس بالأمر السهل، وإمكانات معظم المدارس ليست بذات المستوى المأمول، وليس كل معلم قادر على إدارة النشاط، وما أراه مناسباً هو تنفيذ أهداف (برنامج فطن) في حصة النشاط الأسبوعية، أما المهارات الحياتية والفنية والفكرية والتقنية فيتم تحويلها إلى (أندية مدارس الحي) لتوفر الأدوات والوقت والمشرفين والبيئة المخصصة.