أظهرت نتائج استفتاء أطلقه الأستاذ المساعد في قسم نظم المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود الدكتور حمود بن ظافر الدوسري، حول أكثر القطاعات في السعودية حاجة لتطبيق تقنية البيانات الضخمة (big data)، أن القطاع الصحي يتصدر هذه القطاعات حاجة لتطبيق هذه التقنية بنسبة 46%، في حين جاء القطاع الأمني في المرتبة الثانية بنسبة 25%، يليه قطاع التعليم بنسبة 16%، وأخيرا قطاع العمل الذي حصل على 13% فقط.


الهدف من الاستفتاء


ذكر الدوسري لـ«الوطن»، أن الاستفتاء يهدف إلى معرفة حال القطاعات في المملكة من خلال جمع آراء مجموعة من المهتمين بتقنية البيانات الضخمة، إضافة إلى عدد من العاملين في هذه القطاعات. وقال إنه شارك في الاستفتاء 586 مشاركا، أكد 46% منهم أن قطاع الصحة هو الأكثر حاجة لتطبيق تقنيات البيانات الضخمة. وأرجع السبب في هذه النتيجة إلى أن هناك 80% من بيانات القطاع الصحي غير منظمة الأمر الذي يصعب من التعامل معها بقواعد البيانات التقليدية. وأضاف من الأمثلة على البيانات غير المنظمة في القطاع الصحي التقارير الصحية وصور الأشعة.

 





 البيانات الضخمة


أوضح الدوسري أن البيانات الضخمة هي البيانات التي لا تستطيع قواعد البيانات العادية معالجتها إما لحجمها الكبير (Volume) أو لسرعة إنتاجها (Velocity) أو لتنوع مصادرها (Variety)، ومن أمثلة استخدام هذه التقنيات تطبيقها في معالجة سجلات البنك الأوروبي لاستخراج بعض النتائج والتفسيرات بشكل لحظي. ونظرا لسرعة البيانات وضخامتها كان من الصعب استخدام قواعد البيانات التقليدية، لذا تم استخدام Hbase وهي إحدى تقنيات البيانات الضخمة، وكانت النتيجة مذهلة، حيث قللت وقت المعالجة من 3 أيام إلى 3 دقائق.

وأكد الدوسري أن البيانات الضخمة قد لا تهم الأفراد لكنها تشغل حيزا كبيرا من اهتمام المؤسسات والشركات، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأمثلة على تطبيق تقنيات البيانات الضخمة في الشركات، فعلى سبيل المثال يقوم موقع Amazon بمعالجة ملايين العمليات، وكذلك تعالج متاجر Walmart أكثر من مليون معاملة كل ساعة (ما يقرب من 250 بيتابايت)، أيضا يقوم موقع Facebook بمعالجة نحو 50 مليار صورة، وأخيرا يعمل نظام حماية بطاقات الائتمان من الاحتيال FICO Falcon على مراقبة وحماية 2.1 مليار حساب نشط في جميع أنحاء العالم.

 


دعم القرارات


حول أهمية هذه التقنية ومساهمتها في دعم القرارات، بين الدكتور حمود، أن البيانات الضخمة تمثل خبرات سابقة عن طريق جمع البيانات وتحليلها نستطيع معرفة وفهم الواقع وكذلك التنبؤ بالمستقبل، فمعرفة الواقع يساعد صاحب القرار في فهم وتفسير بعض الظواهر والمشاكل وسبب حدوثها وبالتالي اتخاذ القرار المناسب لحلها. أما التنبؤ بالمستقبل فيعطي صاحب القرار القدرة على المقارنة بين عدة بدائل، وكذلك معرفة التبعات الإيجابية والسلبية لاتخاذ قرار معين.


الجاهزية للتطبيق


أكد عضو هيئة التدريس بقسم نظم المعلومات، أن تطبيق مثل هذه التقنيات سيساعد الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة على إنشاء بنية تحتية لإدارة بياناتها وكذلك على توفير هذه البيانات بشكل إلكتروني ويستطيع الحاسب معالجتها مهما كان حجمها. وأضاف أن رؤية المملكة 2030 تمثل أرضية صلبة للقطاعات الحكومية وذلك لتشجيعها على التخطيط الاستراتيجي طويل المدى بناء على معطيات معينة تعتمد على فهم الواقع وتحليله من خلال البيانات، وكذلك استخراج بعض مؤشرات الأداء التي تمكن صاحب القرار من متابعة العمل، وإتخاذ قرارات معينة لتحسين وتطوير بيئات العمل.

وأضاف الدوسري أن أبرز الصعوبات التي تواجه تطبيق مثل هذه التقنية قلة الكوادر المتخصصة في تحليل البيانات، وكذلك وعي المسؤول وإيمانه بأهمية جمع وتحليل البيانات ومساهمتها في تحسين العمل.

يذكر أن بعض القطاعات بدأت بتطبيق تقنية البيانات الضخمة مثل المرصد الوطني لرصد متغيرات سوق العمل الذي يرصد 65 مؤشر أداء يتم قياسها عن طريق جمع البيانات وتحليلها بشكل دوري.

 


أبرز القطاعات المحتاجة لتقنيات البيانات الضخمة


46% الصحة


25% الأمن


16% التعليم


13% العمل


شركات عالمية تعتمد على التقنية


 Amazon: تعالج ملايين المعاملات التجارية يوميا

متاجر Walmart: أكثر من مليون معاملة كل ساعة

 Facebook: معالجة 50 مليار صورة يوميا

 FICO Falcon: مراقبة وحماية 2.1 مليار حساب نشط