أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة أصبح من البرامج غير المسبوقة، نظراً لحجم المشروعات التي يشملها، والتي تصل إلى 230 مشروعاً تغطي التراث بروافده المختلفة. موضحا أنه لم يتم اكتشاف سوى 10% من الآثار الموجودة في المملكة، ومتوعدا من أسماهم العابثين بالآثار، الذين يقومون بسرقتها وبيعها بالملاحقة، وأن العقوبات الجنائية بانتظارهم. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في المتحف الوطني بالرياض لإعلان تفاصيل ملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول الذي تنظمه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين في 7 - 9 نوفمبر المقبل في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض.


أهمية استثنائية

أوضح الأمير سلطان خلال حديثه في المؤتمر أن الملتقى اكتسب أهمية استثنائية، وقال: «قضية الآثار والتراث الحضاري هي بالنسبة للملك سلمان قضية متأصلة، وتأثرت من اهتمامه الكبير بالتراث سواءً وأنا طفل صغير أو كمواطن عاصرت زيارته وتنقلاته في أنحاء المملكة، حيث يتفقد مواقع التاريخ والآثار، وأيضاً بصفته مسؤولا سواء في إمارة منطقة الرياض وبعد ذلك». منوها إلى أن الملتقى لن يكون مؤتمرا علميا بل ملتقى للمواطنين يعزز علاقة وارتباط المواطنين وخاصة النشء بآثارهم الوطنية، مشيرا إلى أن الملتقى يشمل عددا من الفعاليات والأنشطة الموجهة للجمهور والهادفة إلى تعريفه بآثارهم الوطنية وربطهم بها وإبراز البعد الحضاري للمملكة.


مخزون حضاري

قال الأمير سلطان: «نهدف إلى أن يتعرف المواطنون على آثار بلادهم، والمملكة بما تحويه أرضها من مخزون أثري فريد قل نظيره ولم يكتشف منه إلا قرابة الـ 10% وهي تضاهي أي مكان في العالم في هذا المخزون الحضاري الغني وفي موجوداتها الحضارية والتاريخية، وهذا الملتقى سيظهر جوانب واسعة من هذه الصورة من خلال مشاركة عدد من أبرز علماء الآثار في العالم».

لافتا إلى أن الهيئة تهدف من خلال هذا الملتقى وعدد من الفعاليات والأنشطة والمعرض إلى إخراج الآثار من حفرة الآثار ليشاهدها الناس، ولتأكيد أن الآثار المكنونة في أراضي بلادنا هي ملك الدولة، والمواطن له حق أصيل في أن يعرفها ويطلع عليها ويعتز بتراث بلاده وحضاراته الشامخة التي توجت بحضارة الإسلام الخالدة.

مشيرا إلى أن الملتقى تأكيد من الدولة بأن الآثار الوطنية تمثل عنصرا رئيسا في اهتمام الدولة واعتزازها بتاريخها وحضاراتها، ومكوناً أساساً في هوية المواطنين، ومنطلقاً صلباً للمستقبل.





الاسترشاد بعلماء الدين

جدد الأمير سلطان التأكيد على تركيز الهيئة على المواطنين باعتبارهم مستشاريها، إضافة إلى الاسترشاد بعلماء الدين. قائلا: «بدون استثناء كل من يعمل في قطاع الآثار اليوم ومن يعملون في المواقع من الناس المهتمين أولاً بالقضايا الشرعية، وعملهم في الآثار زادهم يقيناً بأهمية هذه الجزيرة العربية، ولماذا نزل فيها أهم دين للبشرية، وكلما كشفنا حجرا كلما ظهر لنا دليل إضافي على أن الله سبحانه وتعالى قدر لهذه الجزيرة العربية أن ينزل فيها هذا الدين العظيم، وأن تتقاطع فيها هذه الحضارات الكبيرة لتهيئة الناس والمكان لاستقبال خاتم الرسالات». وقال: «والآثار بالنسبة لعلمائنا الأجلاء الذين عملنا معهم ولا زالوا يعملون في المجموعات الاستشارية ونستشيرهم أصبحوا خبراء أيضا في الآثار، وأصبحوا يربطون هذا الربط المهم بين قصة الإسلام وقصة ما قبل الإسلام، التي كانت جزء لا يتجزأ من حضور الإسلام».


توقيع اتفاقية

رعى الأمير سلطان على هامش المؤتمر الصحفي توقيع اتفاقيات شراكة بين الهيئة وكل من وزارة الداخلية، ومؤسسة البريد السعودي، ومصلحة الجمارك في مجال استعادة الآثار. ويأتي توقيع الاتفاقيات في إطار جهود الهيئة للحفاظ على الآثار والتراث الحضاري الوطني، واستناداً على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/3) وتاريخ 9/ 1/ 1436هـ ولوائحه التنفيذية.





من المؤتمر



  •   10 % فقط تم اكتشافه من آثار المملكة

  •  الملتقى تأكيد لاهتمام الدولة بالآثار الوطنية

  •   تطوير المتاحف وتحويلها إلى مؤسسات ثقافية

  •   18 متحفا إقليميا أكثرها أكبر من متاحف دول

     


أهداف الملتقى



  •   إخراج الآثار من حفرة الآثار ليشاهدها الناس

  •  التأكيد على ملكية الدولة للآثار المكنونة في أراضيها

  •   المواطن له حق التعرف على آثار بلاده والاعتزاز بتراثها


الاتفاقية مع الجهات الحكومية



  •    منع استيراد وتصدير الآثار والقطع التراثية بطرق غير نظامية

  •    تطبيق العقوبات النظامية على مهربي الآثار