طالب تربويون وأكاديميون وزارة التعليم بمنع الشيلات الإنشادية الخارجة عن الأعراف التربوية، وعدم إقحام البعض لها في المدارس التي تعتبر محاضن التعليم واللغة العربية، وجاءت المطالب بعد أن انتشار مجموعة مقاطع تظهر طلابا داخل أروقة بعض المدارس يتراقصون على إيقاعات شيلات شعرية حملت مديحا مبتذلا وساقت عنصرية قبلية غير محمودة تحت غطاء تربوي، تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي. وأحدثت تلك المشاهد ردود أفعال واسعة من قبل المختصين والأكاديميين، استنكروا فيها ما وصفوه تصرفات غير مسؤولة في صروح تربوية، مؤكدين مخالفة هذه المقاطع للنظام التعليمي وللذوق العام وبعدها عن الهدف التربوي، في ظل الاجتهادات الحالية لتفعيل حصة النشاط الجديدة.


غياب المسرح المدرسي

قالت التربوية حصة الجربوع إن دخول الشيلات إلى المدارس تحت غطاء تربوي هو أمر يتعارض مع أهداف وميثاق وزارة التعليم وما تسعى إليه. فالمدارس التي تعتبر محاضن اللغة العربية والوطنية وتذويب العصبية القبيلة، والمؤلم تقديم هذه الشيلات على أنها جزء من الترفيه في المدارس يتراقص عليها الطلبة والطالبات، وهذا الأمر جزء من عدم استيعاب معنى حصة النشاط والترفيه كحالة حضارية يجب أن تنطلق من المدرسة أولاً. وأشارت الجربوع إلى أن المسرح المدرسي جزء من الترفيه التربوي لا يكاد يذكر في مناسبات المدارس التي سقطت في مستنقع الشيلات. وطالبت وزارة التعليم بمتابعة ما يعرض في المدارس من شيلات خارجة عن الأعراف التربوية، ويحدد الترفيه ويضع له أهدافا ورؤية وطنية وتربوية واضحة حتى لا يخضع للاجتهادات الفردية والمزاج الشعبي أو العامي.


تحفظ وزارة التعليم

تحفظت وزارة التعليم ولم تعلق على المقاطع المتداولة والتي بعثت بها «الوطن» إلى المتحدث الإعلامي للوزارة مبارك العصيمي، وعلى آراء المختصين والأكاديميين الذي انتقدوا هذه المخالفات خلال حصة النشاط الجديدة. حيث اكتفى العصيمي بإرسال ملف عبارة عن بروشورات تتضمن لوائح وأهداف حصة النشاط الجديدة توضيحاً لماهيتها، فيما تجاهل المقاطع ومضمونها الذي أحدث ردود أفعال غاضبة لمختصين، ولم يدل بأي تعليق حولها.





نبذ القبلية والعنصرية

قال الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة القصيم الدكتور ذيب الجبرين، إن فكرة الرقص على أنغام القبلية يجب أن تبتعد كل البعد، عن محاضن التربية والتعليم، إذ لا تنسجم مع مقاصد الشريعة في عدم التفريق بين الناس على أسس قبلية، وهي أيضاً لا تتفق مع نظريات التربية الحديثة. مضيفا، على الذين يقحمون أناشيد الشيلات القبلية في الأنشطة المدرسية أن يسألوا أنفسهم ما هو الهدف من ورائها؟ الجواب الصادق كفيل بأن نضع بين المدرسة وبين التصرفات القبلية كل أسيجة التعليم والفكر والوعي، وأن تُنبذ وتُنكر هذه الأفكار ليعش أطفالنا بسلام بعيداً عن أي نوع من أنواع العنصرية والطبقية، ولينعموا بتعليمٍ يضع المساواة من أولويات مبادئه. مؤكدا أن حصة النشاط هي مكمن التحدي! فقد تفقد فكرتها العظيمة وقيمتها إذا لم تترجم إلى واقع ملموس، فالمسؤولية كبيرة على الوزارة في تفعيل الدليل التنظيمي ولوائحه الإرشادية في كيفية استغلال هذه الساعة فيما يعود بالنفع على الطلبة والطالبات، وألا يترك المجال للاجتهادات غير المسؤولة والتي تحسب على التعليم.