سعدنا بتصريح الأمير محمد بن سلمان، في حديثه خلال جلسة نقاشية على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي في الرياض بحضور 2500 شخصية من 60 دولة حول العالم، حيث قال في الجلسة: «لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح».
إن طبيعة المجتمع السعودي تريد أن تعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ الإسلام والعادات والتقاليد وتتعايش مع العالم بسلام وأمن واستقرار، ولا شك أن التطرف يتسبب في التخلف والعجز تعليميا واجتماعيا واقتصاديا، وهذا الواقع لا يمكن إنكاره، وهذا التصريح الدقيق للأمير محمد بن سلمان له تفسير واضح من رؤية إيجابية ومتفائلة حيال تجاوز الواقع الذي أصبح يعوق الإمكانات الطائلة للوطن والشباب السعودي، وفي تطوير الكثير من القدرات وتوظيف المتنوع من الطاقات الجبارة التي يتوفر عليها أكثر من 70% ممن هم تحت سن الـ30 عاما من الشباب السعودي، وهذا الحال لم يكن سهلا ولكننا نثق بقيادة المملكة الحكيمة، لأن الحياة تتغير بطبيعة الحال والعالم يتغير أيضا، ونحن في عالم التقنية المتطورة، وتثق القيادة بالشباب السعودي وقدراتهم وأفكارهم وإبداعهم.
بدا ولي العهد واضحا في تصميمه وثقته التامة بمستقبل المملكة على أيدي شباب المستقبل، وقال بكل وضوح أمام الجميع والإعلام: «أنا واحد من 20 مليون نسمة.. أنا لا شيء بدونهم، وأنا أقل وأضعف مثال فيهم.. وهم من يحفزوني وهم من يدفعوني إلى الأمام». ومن هذا المنطلق لا يريد لهذا الشباب الطامح إلى بناء مستقبل مشرق أن تعوقه التيارات المتطرفة التي استهلكت منطقة الشرق الأوسط وأقلقت أمن واستقرار العالم، وكما جعلت من العالم العربي أكثر تخلفا وأعجز من أن يلحق بمسارات العالم الحديث في صناعة العقل والتقنية، وهذه الصناعات التي يطمح إليها كل الشباب والشابات في الدول المتقدمة، بما فيها المملكة.
كانت عبارة الأمير محمد بن سلمان أكثر عمقا ورصانة حين قال بكل وضوح: «لم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب».
تصريح الأمير محمد بن سلمان صائب، ولا أظن عاقلا يختلف معه لأن الإسلام المعتدل هو ضمان للمسلمين وإمكانية العيش والعمل مع الآخرين في هذا العالم وقبول الثقافات المتعددة والمنفتحة، ولا جدال في أن التنمية في المملكة تتطلب سحق التطرف والمتطرفين وتجريم حركاتهم بحزم، وهذا التصريح المختصر هو رسالة صريحة وواضحة لأولئك الشباب الطامحين والحالمين بغد أفضل ومستقبل مشرق للمملكة، بإذن الله.