مع الأحداث الأخيرة من كسوف للشمس، وانبعاث رياح شعاعية أو مغناطيسية، كذلك أعاصير معاصرة. قامت قائمة الإعلام الأجنبي والعربي بين إفراط وتفريط للحق والحقيقة. وأنا هنا أعني مقاطع الملتميديا وبرامج التواصل من عامة الناس وجمهور الدهماء. أخبار متفاوتة. القلة من الأكفياء في التحليل والفهم، المتسلحون بالعلم قالوا الحق. بين كثرة تحكمهم العاطفة وجاذبية الخبر الغريب. ومرجع الأسباب هو الاحتباس الحراري، وظلم للبشر والشجر والنهر «وما يعلم جنود ربك إلا هو». كان الظن يقينا بأن الهلاك مؤكد.
بينما الصواب فيما ذكر أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- وغير واحد من السلف أن الله تعالى بعد إنزال التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم، بل أمر المؤمنين بقتال المشركين، فعلى هذا يتبين أنه لن تهلك أمة من الأمم بعامة من بعد التوراة والنبي موسى عليه السلام، بل شرع بدلا من ذلك الجهاد، أي الدعوة إلى الله ونصر الإنسانية والقيم النبيلة ودفع الظالمين، قد يزجرهم الله في اقتصادهم أو حالهم بلباس الجوع والخوف وبعض من الفقد، ولكنه رحيم عن إبادتهم كلهم أجمعين، سبحانه وتعالى.
الأمم السابقة «البائدة» هم من أُهلِكوا بعامة ومن ذلك الصيحة، وكانت على أقوام متعددة وفي أماكن مختلفة. فسّرها بعضهم بالصاعقة ولكن لها معنى موحد. إنها صادرة من جبريل عليه السلام، وقد تخالطها أصناف من العذاب كالرجفة والريح الصر والزلزال. كذلك حجر السجيل، ناهيكم عما يدور في الخبر ذاته من خدع التقنية والفوتوشوب، وتصوير الملائكة بواسع من الخيال والضوء، في جانب عاطفي ضيق، فكما أن ابن آدم مخلوق من الطين، إلا أنه لا يشبه الطين إلا في الطبيعة، حيث الطين ينمو فيه الزرع ويركد فيه الماء، فابن آدم يزرع العلم والخير، وعلى ذلك ليس في الملائكة من النور إلا طبيعته.. سرعته.. قوته.. جماله. ولكنهم بخلق آخر محال رؤيتهم. لم يثبت بالدليل على رؤيتهم إلا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- والديكة. وعن خبر الرياح الشمسية المغناطيسية، قال أحد طلبة العلم متوهما «إن هذا الشعاع نفسه؛ هو الريح الحمراء عينها التي يعنيها نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. غير أن هذا مرتبط بآخر الزمان في ملاحم عظيمة وتوارد علامات كبرى تترى على مشهد من الناس.