فيما حذر مسؤول رفيع في حلف الناتو، السلطات التركية من تبعات محتملة لقرارها شراء منظومة إس400- للدفاع الجوي من روسيا، ألمحت تقارير غربية إلى وجود بعض المعوقات أمام إتمام هذه الصفقة، بسبب الخلافات بين موسكو وأنقرة لطلب الأخيرة نقل تكنولوجيا المنظومة الصاروخية إلى تركيا، إلى جانب رفض حلف الناتو لهذه الصفقة.

وأشارت التقارير إلى أن موسكو استثمرت هذه الصفقة لبعث رسالة إلى الغرب، وكسب تحالفات إقليمية ودولية لصالحها، بغض النظر عن إتمام الصفقة من عدمه، لافتة إلى أن تلويح أنقرة بإلغاء الصفقة، قد يرجع إلى الرغبة في التقرب مع الولايات المتحدة وأوروبا أكثر من روسيا.

ومن جانبه، أكد مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون التقني العسكري فلاديمير كوجين، أن الصفقة المبرمة مع أنقرة لم تشمل نقل تكنولوجيا صناعة هذه الصواريخ إلى الجانب التركي.

عودة المناورات

يرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والتي أشار فيها إلى أن أنقرة تريد شراء هذه المنظومة لحماية نظامها الجوي، وأن الدول المعارضة لهذه الصفقة يتعين عليها إيجاد البديل للسلاح الروسي، تشير إلى أن أنقرة عادت مجددا إلى نقطة الصفر في مناوراتها مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبات الأمر شبه غامض لدى الرأي العام، وذلك في وقت تعرف أنقرة أن موعد تسليم هذه المنظومة لن يكون في أقل من 3 إلى 5 سنوات.

وكانت موسكو قد أشارت إلى التزام الجانب الروسي بتزويد الصين بهذه الصواريخ أولا، لأن بكين سبقت أنقرة في التعاقد عليها، وشدد على أهمية الحفاظ على دور الدول في تسلمها.

مواجهة التبعات

ذكر رئيس اللجنة العسكرية للناتو، الجنرال بيوتر بافيل، أن شراء تركيا لمنظومة صورايخ إس - 400 سيحرمها من إمكانية الاندماج في منظومة الحلف الموحدة للدفاع الجوي، مضيفا أن «مبدأ السيادة ساري المفعول، طبعا، لدى اتخاذ قرارات بشراء المعدات العسكرية، لكنه ساري المفعول أيضا لدى مواجهة التبعات المترتبة على قرارات مثل هذه».

وأشار بافيل، إلى أنه حتى لو بقيت إس-400 في تركيا منظومة منفصلة، غير مندمجة في النظام المشترك للناتو، فإنها ستخلق مشاكل لمعدات الحلفاء التي يحتمل نشرها في أراضي هذا البلد.

واعتبر بافيل أنه سيكون أمرا عقلانيا لحلفاء تركيا في الناتو أن «يناقشوا هذه المسألة المثيرة للقلق بكل جوانبها» قبل إتمام المرحلة النهائية للصفقة.