انتشرت مؤخرا عبر قنوات التواصل الاجتماعي، واتساب وتوتير وغيرها، مقاطع ورسائل ضد المعلمين، تحمل تهكما وتقليلا من شأن المعلمين، مما يقلل من هيبة المعلم ومكانته في مجتمعنا، وتعلمون ما للمعلم في الدول المتقدمة من مكانة اجتماعية خاصة، إذ تعتبر مهنته أفضل مهنة، ولا يحق لأحد التهكم به والتقليل من شأنه.
واليوم أعود للكتابة عن نفس الموضوع الذي يخص الشريحة الأهم، المعلمين والمعلمات، وتهجم بعض الكتاب عليهم، منهم الكاتب قينان الغامدي في صحيفة «الوطن»، الذي هاجم المعلمين في عدة مقالات، ويقول في إحدى مقالاته: (المعلمون يحتاجون إلى تطوير خارج الدوام بدون مكافأة لمدة 4 ساعات يوميا لعام أو عامين، ومن لا يلتزم به يُفصل!) لماذا يا أستاذ قينان هذا الهجوم على مربي الأجيال.. تتهمهم بالكسل وعدم التأهيل، وأنهم يفتقدون «أدنى درجات التأهيل التربوي والتعليمي، والثقافي، وأنهم لا شأن لهم سوى الراتب والروتين والتنصل من أي مسؤولية، والتهرب من أي تطوير أو تدريب بحجج واهية».
وقد قلت أيضا.. إن المدارس للتعليم والتربية الجادة، وليست تكايا للعجزة والكسالى، وغير المؤهلين، وإن المعلمين ينالون أفضل رواتب في الوطن، ويحصلون على أطول إجازة سنوياً، ويجب أن يدفعوا مقابل ذلك إنتاجاً مميزاً للوطن، ويتركوا التشكي والتباكي. تهجم وتهم ضد معلمي الأجيال... قد تدخّل في الذمم هذا الكاتب، وألصق كل تهمة ونقيصة بما أسماه «الصحوة»، وزعم أنهم أفشلوا كل شيء، ولم يستثنِ الكاتب في هجومه أحدا من المعلمين، سواء القدامى أو المتأخرون منهم، إلا قلة قليلة أشار إليهم، وقد يكونون ممن يتفقون معه فكريا.
نحن – المعلمين - لا ندعي الكمال لأن الكمال لله سبحانه وتعالى، والمعلم من البشر يصيب ويخطئ، وقد يخطئ من يظن غير ذلك، والنقد يختلف عن التجريح، وإذا كان هناك قلة مقصرة لا يجب التعميم على كل المعلمين والمعلمات... فما ذهب إليه الكاتب قينان الغامدي تعميم ومحض افتراء على المعلمين والمعلمات، وتجريح تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأساء إلى التربية والتعليم في بلادنا وإلى المعلمين والمعلمات.
وقد تضامن الكاتب فهد الأحمري مع زميله قينان في صحيفة «الوطن» أيضا ببعض الاتهامات في مقال بعنوان: (شكرا قينان الغامدي هنا رسائل لمعلم/ة) انضم إلى قينان في نفس الاتهامات -جزافا- على المعلمين، ووصفهم بالإخونجية والسرورية. مشكلة هؤلاء الكتاب أنهم ينظرون إلى القضية من جانب ضيق، ويتابعون ما ينقل في السوشيال ميديا دون التثبت من وراء تلك الحملات المغرضة، التي تريد تشويه التربية والتعليم لدينا، فعذرا أيها الكاتبان قينان الغامدي وفهد الأحمري، يجب أن يكون النقد بناء دون تجريح ودخول في الذمم، أما التهجم عبر وسائل الإعلام فهو غير مجدٍ.