حوادث الخادمات قسمت الناس إلى نصفين، قسم يرى أن الدفاع عن الخادمات فيه إهمال لجرائمهنّ، ورأى البعض الآخر أن الخادمات مظلومات وأن الجرم الذي يحلّ عليهنّ من كفلائهنّ لا يمكن تبريره لأن الخطأ يعالج بالنظام والمحاكم والمؤسسات الأمنية، ولا يعالج بالضرب والتبخيس والقهر الذي يحلّ عليهنّ وبهنّ.

اليوم؛ دخلت حوادث الاعتداء على الخادمات إلى الإنتاج السينمائي، تحولت القصة الوحشية إلى فيلم سينمائي تجسده ممثلة هندية يحمل عنوان (Gaddama) وتحكي قصة الفيلم الهندي تجربة امرأة هندية تعمل خادمة في السعودية وتتعرض للتعذيب على يد مخدوميها.

اللافت في الخبر أن الممثلة الهندية "كافيا مادهافين" قالت إنها دخلت حالة اكتئاب من جراء تمثيل هذا الدور وتأثرت كثيرا به. وأضافت أنه من الصعب أخذ تصريح لتصوير الفيلم في السعودية وقاموا بتصوير عددٍ كبير من مشاهد الفيلم في الإمارات.

أطلقوا على الفيلم اسم (Gaddama) "خدامة" وهو الاسم الذي نطلقه على العاملات المنزليات، ويفترض أن يشارك في هذا الفيلم ـ بالإضافة إلى عدد من الممثلين من الجنسية الهندية ـ نجوم سينما من مصر وبطلان من إندونيسيا.

لا أشجع الفيلم ولا أتهمه، ولا أعتقد أنه خطة لتشويه المجتمعات الخليجية، لكنني أرى ضرورة مطالعة وجوهنا بمرايا غيرنا، وهذا ما تؤمنه لنا الصورة السينمائية الشرقية التي بدأت تهتم بتفاصيل ودهاليز البيت الخليجي. الخادمة التي تأتينا، تعامل في أحيانٍ كثيرة تعاملاً غير إنساني، بدءاً من سحب الجواز وانتهاءً بمنعها من التمتع بإجازة أسبوعية. الأخطاء التي تقع ضد الخادمات موجودة في كل العالم لكنها في الخليج صارت شبه ظاهرة، وقلما تجد خادمة تعامل كجزءٍ من البيت لا كآلة تغسل وتطبخ وتقوم بكل الأدوار. نتساءل عن سبب بروز الكروش وانتشار السمنة والناس لا تستطيع أن تجلب كأس ماءٍ للشرب. يريدون من الخادمة أن تفعل كل شيء!

قال أبو عبدالله غفر الله له: من السابق لأوانه أن أبدي رأيي في الفيلم، لكن يمكن أن أعطي رأيي بمبدأ التصوير للحالة الخليجية المغيبة، فإذا كانت بيوتنا مغلقة بجدرٍ أسمنتية كأنها حصون القسطنطينية فإن الخادمات اللواتي عملن في بيوت الخليجيين رجعن وفي جعبتهن كل أسرار البيوت ويفهمن المجتمع الخليجي والسعودي بكل تفاصيله وأسراره، وهنا خطورة هذا الفيلم وأمثاله الذي سيرسم عنا صورة قد لا ترضينا ولكنها تمنحنا فرصة مراجعة النفس! أقولها بملء في وإن زعم البعض أنها انتهازية، فوالله إن الانتهازية ألا نقولها!.