قال مصدر خاص مقرب من المخلوع صالح، إن أذرعة الحوثي اخترقت حزب المؤتمر الشعبي العام ووسائل الإعلام الموالية لصالح، مشيرا إلى أن سبب إقالة رئيس المركز الإعلامي في الحزب، أحمد الحبيشي، هو تعاونه مع الحوثيين.




كشف مصدر يمني في حزب المؤتمر الشعبي العام، أن إعفاء رئيس المركز الإعلامي في الحزب أحمد الحبيشي، جاء بعد عمله ضد المؤتمر واليمن وتعامله مع إيران، فيما أكد مصدر آخر أن الحبيشي يعمل في السر ومن وقت بعيد لمصلحة الحوثي، وأنه التزم الصمت حيال الانتهاكات الحوثية المتكررة، موثقا ذلك بظهور الحبيشي أكثر من مرة، على قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين.

ومن جانبه، أوضح مصدر مقرب من المخلوع علي صالح، أن إقالة الحبيشي جاءت بسبب إساءته إلى الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، سلطان البركاني، وتوجيهه التهم إليه بتهريب الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء.

ولفت المصدر إلى تزايد المخاوف والشكوك بين أعضاء المؤتمر الشعبي، لاسيما بعد تمكن الحوثي من اختراق الحزب وزرع خلايا له داخل تركيبته، إضافة إلى وجود خلافات بين طرفي الانقلاب تؤكد خداع تحالفهما وزيف إعلامهما، مؤكدا أن النزاع بين الطرفين يتواصل على مختلف الأصعدة، وأن السبب الرئيس لإقالة الحبيشي هو تعاونه مع الحوثيين.


تبريرات الحبيشي

قال رئيس المركز الإعلامي في المؤتمر الشعبي العام السابق، أحمد الحبيشي، في تصريحات إلى «الوطن»، إن قرار استبعاده من منصبه طبيعي جدا، لأنه ترك العمل بالحزب في شهر أغسطس الماضي، مشيرا إلى أن للمؤتمر الشعبي الحق في تعيين مسؤولين في المؤسسات التي تتبعه لأنها وظائف حزبية وليست وظائف عامة.

ولفت الحبيشي إلى أنه كتب مقالات ومنشورات في صفحته على فيس بوك، أوضح خلالها أنه لا يريد أن يلطخ يده بدماء الأبرياء اليمنيين، وعدم توتير الأوضاع السياسية في البلد، مما يؤدي إلى صدامات مسلحة بين المكونات السياسية. وأشار الحبيشي إلى وجود مخاوف لدى المؤتمر الشعبي من وجود ملفات خطيرة لديه، نافيا استخدام هذه الملفات، وقال «أنا باحث وموثق، وعملت مع رؤساء الشطر الجنوبي، بدءا بالرئيس عبدالفتاح إسماعيل ومرورا بالرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وانتهاء بالرئيسين علي سالم البيض وأبوبكر العطاس، وأيضا عملت في مؤسسات كبيرة، واكتسبت معلومات كثيرة من خلال عملي ولا أريد استخدامها»، لافتا إلى أنه لم يصطدم بصالح، وأن هناك أعضاء في المؤتمر يسعون إلى تحقيق أهداف خاصة بهم.





العلاقات بالحوثيين

أنكر الحبيشي انضمامه لإعلام الحوثي، وقال إنه يمارس العمل الإعلامي منذ 45 عاما، وإنه يقدم برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا عبر قناة اليمن، كما أنه ترك العمل في قناة اليمن اليوم التي تتبع لحزب المؤتمر الشعبي العام، قبل أربعة أشهر، مؤكدا أنه يمارس نشاطه الإعلامي بشكل شخصي ولا ينتمي لأي حزب.

ولفت إلى أن قرار إقالته جاء متأخرا من جانب المؤتمر، حيث إنه ترك رئاسة المركز الإعلامي منذ زمن، مهنئا عبدالملك الفهيدي بتولي رئاسة المركز الإعلامي في الحزب خلفا له، مؤكدا أن ظهوره في قناة المسيرة مثل ظهوره على قنوات أخرى.

وأضاف الحبيشي، أن مهاجمته للمؤتمر الشعبي العام من خلال بعض القنوات أمر يراه يصب في مصلحة بلاده، مؤكدا أن له علاقات حالية مع العديد من المسؤولين السابقين كذلك الحوثيين، غير أن هذه العلاقات لا تعني أنه «متحوث»، أو أنه مع تلك الحركة أو هذا الشخص.


لا تعليق للفهيدي

تواصلت «الوطن» مع رئيس المركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام والمعين حديثا عبدالملك الفهيدي، إلا أنه اكتفى بقوله «إن هذا القرار لا يحتاج أي تعليق عليه، وإن قرار إعفاء الحبيشي أمر يتعلق بقيادة المؤتمر».


المحرض الأول على القتال

قال سلطان البركاني، في اتصال هاتفي من مقر إقامته بمصر في تصريحات إلى «الوطن»، إن أحمد الحبيشي شخص لا يستحق أن يمنح أكثر من حجمه، كما لا يستحق أن يمنح مجالا للحديث عنه، مشيرا إلى أن الحبيشي ليس لديه أخلاق ولا مبادئ، ولا يجب الاهتمام به.

وأضاف البركاني أن الحبيشي رغم أنه المحرض على القتال رقم واحد إلا أنه يقول إنه لا يريد التحريض على الدماء، وهو يعمل مع الشيطان في كل المراحل. وكان البركاني وبعد اتهامات الحبيشي له في وقت سابق، قد شن هجوما لاذعا على الحبيشي ووصفه بـ«الطاسة»، وطلب البركاني من المخلوع صالح توضيحا رسميا حول ادعاءات الحبيشي، لاسيما أن صالح شاهد على الأحداث.


أساء إلى المؤتمر

وصف مستشار وزير الإعلام رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد الشرفي، رئيس المركز الإعلامي في حزب المؤتمر السابق بالمغالط، وقال «إن الحبيشي أساء إلى المؤتمر منذ وقت مبكر، وإن أعضاء الحزب صبروا عليه في ظل الظروف الحالية في صنعاء»، مضيفا «نحن ضد تحالف المؤتمر مع الحوثي، ولكن الحبيشي كان بقلمه وصوته يتزلف للحوثيين ويجاملهم على حساب المؤتمر، وكان يذهب في قوافلهم وينحاز إلى مواقفهم«، لافتا إلى أن»الحبيشي شخص متخبط ولا يوجد موقف له، وتاريخه المهني يؤكد ذلك».

وأشار إلى تواصل التراشقات بين المؤتمريين والحوثيين والذين لم يكونوا صادقين مع مؤتمر صالح في إطار التحالف، مبينا أن الحبيشي يستقوي بالحوثيين على زملائه في الحزب، وله مواقف حادة تناصر الحوثيين، ولفت إلى أن مؤتمر صالح في صنعاء خان المبادئ، وتحالف مع الحوثيين، تلك الجماعة الإرهابية الانقلابية، والمتورطة في جرائم حرب، والعمل على إسقاط الدولة، مؤكدا أن أحمد الحبيشي تبنى مواقف الحوثيين، وخان المؤتمر، حيث يقدم نفسه على أنه الأقرب للحوثيين، كما أنه لم يتكلم عن الاعتداءات على المؤتمريين، كذلك لم يتبن موقفا واحدا للحزب.