سؤالان يؤججان النار في نفوس النساء: كم وزنك؟ وكم عمرك؟ والإجابة عنهما لمن تجرؤ فقط، ولكن، هل تتطلب إجابة المرأة عن عمرها «الحقيقي» الجرأة؟

قد يبدو السؤال عاديا للرجل، وإجابته عنه عفوية، إلا أن غالب من تتقلدن لقب أيقونة وقدوة في الإعلام تتحفظن عن الإجابة.

فما الأسباب التي تدفع المرأة إلى محاربة التقدم في العمر والتملص من هذا السؤال؟

هي تساؤلات في موضعها، لأن عدم إجابة المرأة عن عمرها ربما يكشف كثيرا عنها. بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بالوزن، أرى أن سبب تحرج البعض عن الإجابة عنه نظرا لتعلقه بصحة الإنسان، وعلى وجه أخص عاداته الصحية الخاطئة، فمن لا يرغب أن يحسّن من أسلوب حياته ويكسب صحته. فنستطيع التماس العذر لأي شخص لا يجيب عن هذا السؤال.

في المقابل، لم أجد أي عذر أو حرج من مرور الإنسان بعقود أكسبته أكثر من التجاعيد المعلن عليها الحرب.

حاولت مرارا أن أتابع أكثر من فنانة و»فاشينيسا» وشاعرة لأرى أن إجاباتهن عن هذا السؤال كالتالي: «لن أجيب عن هذا السؤال، أو pass، أو لن أستطيع أن أذكر عمري كي لا يبدأ الناس بحساب عمري».

كما انتشرت قضايا عدة محورها تزوير بعض الفنانات أعمارهن في الهوية الرسمية، ولكم أن تتخيلوا المبالغ الطائلة التي حققت أهدافهن.

إن صغر السن ليس مدعاة للفخر من عدمه. فالمقياس الأساس هو الإنجاز، فالمرأة الجميلة، وأقصد التي صنعت من جمالها رأسمالها، ستتملص حتى نهاية عمرها من هذا السؤال، لا بل ستعيش حربا داخلية وخارجية مع نفسها لتجد سبل الشد والنفخ والتوريد والنضارة.

أذكر قول فنانة قديرة، وتعد من القلة اللاتي لا يخجلن من التقدم في السن، أن حال الفن في تدهور بسبب الدخيلات عليه، وعلى وجه الخصوص الفنانات الاستعراضيات، فقالت جملة استوقفتني حين سماعها كطفلة «من دخلت الفن لتكسب المال بشكلها، فأنصحها أن تبحث عن سوق آخر لتبيع فيه، سوق الخضار مثلا».

حقا، في النهاية هي تكسب عيشها من جمالها، مواكبا لآخر صيحات الموضة وما توصل إليه الطب «الاستيتيكي».

إذن، عزيزتي المعلمة والدكتورة والمهندسة والأم. نعم الأم، أنتن جميعا لديكن ما يميزكن لعقود طويلة، سواء كان بالعلم الذي تجملتن به، أو بالمسؤولية العظيمة التي تحملتن إياها، فلماذا الخجل؟

عزيزتي الفتاة العشرينية، لا تفعلي العد التنازلي حتى تبلغي 30 عاما، وتبدئي في حالة إيقاف الزمن.

كل سنة من عمر الإنسان يقضيها فيما يرضي الله، والعلم والإحسان إلى خلقه، يزيده رونقا وبهاء. عمرك هو قصتك التي تحكيها إنجازاتك. فكم عمرك؟.