احتضنت مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مساء الخميس الماضي، أول حفل توقيع كتاب في جنبات المركز. وكان لكتاب «النفط بين إرث التاريخ وتحديات القرن الحادي والعشرين» لمؤلفه الدكتور ماجد المنيف أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود والأمين العام للمجلس الاقتصادي الأعلى سابقا، ومحافظ السعودية لدى منظمة أوبك حتى عام 2013.
أشار نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية ناصر النفيسي إلى توافق نادر بين الحدث والزمان والمكان، في إشارة تربط رمزيا بين موضوع مستقبل النفط الذي يتناوله الكتاب وبين موقع حفل التوقيع قائلا «نحن على وشك مرور 80 سنة على أول اكتشافٍ بترولي بالمملكة في حقل قبةِ الدمام، وهو نفس المكان الذي شُيد عليه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، إيقادا لشعلةِ المستقبل عبر أجيالٍ وأجيال من أبناء وفتيات الوطن الغالي». وأضاف أن النفطَ أصبح اليوم متداخلا في حياتنا بشكل لا يخطر في بال الكثير من الناس، فهو مادةٌ أساسية في كثيرٍ من المنتجات التي تحيط بنا وتمنح حياتَنا جودةَ وسهولةً ومرونة، واستلهم تساؤل الكاتب البحريني محمد جابر الأنصاري حول كيف يمكن ضخ النفطِ في عروقِ الثقافةِ العربية. وأشار النفيسي إلى أن الفجوة ما تزال قائمة بين النفطِ وبين الثقافةِ العربية، مؤكدا قناعته بأن كتابَ المنيف سيعزز الفكرَ البترولي لدى القراء والباحثين العرب، خاصة أنه يأتي في وقتٍ أصبح فيه البترول «مالئَ الدنيا وشاغلَ الناس» في سياق عالمي يحفل بتحديات كثيرة، من أبرزها التغيرِ المناخي، ونموِ الطاقة البديلة، والتقنيات المزعزعة كالسيارات الكهربائية. صدر الكتاب الشهر الماضي عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، ويغطي ثلاثة أقسام رئيسية في 16 فصلا و 670 صفحة. يغطي القسم الأول خلفيات وخصائص النفط وبنية صناعته وطبيعة العلاقات بينه وبين الغاز الطبيعي وبينه من جهة وبين الطاقة والاقتصاد والسياسة والبيئة من جهة أخرى، بما في ذلك دوره كسلعة استراتيجية والأطر التي تحكم كل ذلك. وقدم الدكتور ماجد المنيف عرضا لمقتطفات من الكتاب، متحدثا عن خلفية تأليفه ومنهجه المعرفي، وأجاب عن أسئلة الحضور حول ما تضمنه الكتاب من محاور ومواضيع.