أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في بغداد أمس أن سوق النفط العالمية تشهد تحسنا واستقرارا. وأشاد الفالح في كلمة ألقاها في افتتاح معرض بغداد الدولي بالتعاون بين العراق والسعودية قائلا «خير مثال على أهمية التعاون بين بلدينا والتنسيق هو توجه أوضاع السوق البترولية نحو التحسن والاستقرار نتيجة للتعاون داخل منظمة أوبك، وتعاون الدول الأخرى المنتجة للبترول معها، ومن المؤكد أن تعاون العراق، الكامل، سيكون معززا لهذه الجهود».
وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تشمل الفرصُ، التي يُبشّر بها التعاون بين بلدينا، عدة مجالاتٍ، تُتيح مُضاعفة حجم التبادل التجاري بين بلدينا. ومنها، على سبيل المثال لا الحصر؛ خدمات قطاع الزيت والغاز، ونقل وتبادل الطاقة الكهربائية، وتوفير الحلول التمويلية للمشروعات المختلفة في العراق من مصادر تمويليةٍ سعودية. كما أن مشاركةَ 59 جهة من المملكة في هذا المعرض الدولي الكبير، دليلٌ يؤكد حرص المملكة على تعزيز ودعم التعاون الشامل مع العراق الشقيق.
روابط تاريخية
أعرب الفالح عن سروره بوجوده في بلده الثاني العراق، العريق بحضارته والعظيم بأبنائه. وإذا كان كل عربي ومسلم يفخر بما قدّمت حضارتنا للعالم عبر العصور، فإننا، جميعاً، نُدرك دور العراق الريادي في الإسهامات الحضارية لأمتنا، ويزداد سروري وأنا أزور بغداد، مرةً أُخرى، وأشهد هذا المعرض الدولي الكبير، الذي هو واحد من شواهد انطلاقة العراق الجديد، في مسيرته الطموحة نحو الازدهار والنمو، التي تُعزز علاقاته بالعالم، وتُسهم في إيجاد فرصٍ لشراكات إقليمية وعالمية مميزة.
وأوضح الفالح أن البلدين الشقيقين؛ المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق، بينهما روابط تاريخيةٌ متينة؛ ثقافيةٌ واقتصاديةٌ، لا ينتهي مداها، واليوم (أمس)، تجمعُ كِلا البلدين رؤيةٌ تتوجهُ بعزيمةٍ نحو إقامة مستقبل واعد لأبنائهما، ببناء القدرات الوطنية، واستثمار الموارد، وإقامة الشراكات الثنائية، التجارية والصناعية وغيرها، لبناء اقتصاد قوي ومتنوع.
وأكد الفالح أن رؤية المملكة 2030، التي تُمثل خارطة الطريق للمستقبل، تجسيدٌ حي لهذه الأهداف، فقد كان من ضمن ما ركّزت عليه المملكة، في هذه الرؤية، تنمية وتنويع الاستثمارات والصادرات، وتطوير المنتجات السعودية بحيث تضاهي في جودتها وأسعارها السلع الأجنبية المماثلة، من خلال تعزيز القدرات، والبنية التحتية، وتيسير الإجراءات الخاصة بالمصدّرين، ودعم الشركات الوطنية، من خلال تعزيز وصول منتجاتها إلى الأسواق الاستراتيجية، ومن ضمنها، بالطبع، السوق العراقية الواعدة.
صادرات المملكة
أضاف الفالح: بفضل ما بُذل من جهودٍ صادقة، بلغت القيمة الإجمالية لصادرات المملكة، من السلع غير النفطية، 178 مليار ريال، ويشمل هذا المنتجات البتروكيميائية والبلاستيكيات، والمعادن عموماً بما فيها الحديد، والمعدات الثقيلة، والإلكترونيات، والأسمنت، ومواد البناء الأخرى، والمنتجات الدوائية، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية، كما واكب ذلك تطورٌ كبير في قدرات وخبرات قطاع المقاولات والقطاعات الخدمية في المملكة. ولفت إلى أن مما يجمع بين المملكة والعراق، اليوم، العديدُ من عوامل التكامل الاقتصادي، والقدرات الكامنة، في كلا البلدين، كالثروة البشرية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وموارد الطاقة والمياه، والثروات الطبيعية المعدنية والزراعية، والقدرات الصناعية المتميزة، والجودة العالية لمنتجاتهما، والإمكانات السياحية، بما في ذلك مواسم الحج والعمرة والزيارة.
ويتيح استثمارُ هذه العوامل الارتقاءَ بالتعاون بين بلدينا، إلى آفاق غير مسبوقة، خاصة في ضوء ما يوجهنا به، دائماً، خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز، من تسخير أسواق المملكة وقدراتها وخبراتها لتكون عنصراً فاعلاً في خدمة العراق وشعبه العزيز، والعمل، كجهاتٍ تنفيذيةٍ، على تيسير الإجراءات المتعلقة بحركة السلع والخدمات، وإزالة القيود التي تحد من ذلك، ووضع الاتفاقيات الكفيلة بتوفير الحماية وحفظ الحقوق والترتيبات الضريبية.
فرص التواصل
استطرد الفالح قائلا: إن حكمة قيادتي البلدين، وحرصهما على تنمية أواصر التعاون بينهما، كان لها الدور الأساس فيما تحقق حتى الآن وإنني لعلى يقينٍ، أننا، من خلال تواصلنا المستمر واجتماعاتنا، مثل اجتماع مجلس التنسيق السعودي العراقي، الذي سيُعقد اليوم، برعاية خادم الحرمين الشريفين، وتشريفكم، سنبذل قُصارى جهدنا، متعاونين ومتعاضدين، لدعم مسيرة التنمية في بلدينا، وتحقيق أهدافهما الطموحة.
وكان وزير التجارة العراقي سلمان الجميلي افتتح فعاليات الدورة الـ 44 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة 18 دولة و400 شركة محلية ودولية، تحت شعار (حررنا أرضنا وبتعاونكم نبنيها) الذي يقام خلال الفترة من 21 إلى 30 من الشهر الجاري، بحضور الفالح ومحافظ بغداد هاشم محمد حاتم وعدد من المسؤولين.