«منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول، تشمل وجهة حيوية جديدة تقع شمال غرب المملكة، نسعى لتصبح محوراً يجمع أفضل العقول، والشركات معاً لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية، وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى، من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة لتصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره».

من حقنا أن نحلم، وبالعمل الجاد المنظم نستطيع تجسيد الأحلام. رغم التحديات والصعوبات فقد تم الانتهاء من التخطيط، والدراسات، والإعلان عن مدينة الأحلام «نيوم»، وبقي التنفيذ، والتشييد، والتشغيل حتى نحقق الأحلام.

إذا تم تجسيد الأحلام على أرض الواقع بالشكل الذي تم تصوره، والتخطيط له، ستكون «نيوم» بلا منازع مدينة الأحلام، التي يحلم بالعيش فيها أي إنسان.

قد نتعرض لبعض التحديات، والصعوبات التي تتطلب منا إرادة، ورغبة، وعزيمة لتحقيق هذا الحلم الجميل، وسأذكر بعضاً منها.

تكلفة المشروع خمسمئة مليار دولار، لم نسمع بهذا المبلغ من قبل لأي مشروع في الشرق الأوسط. دون شك فإن صندوق الاستثمارات العامة يستطيع المشاركة بأكبر حصة منه، وإشراك المستثمرين الحالمين سواء كانوا محليين أو عالميين على أمل ألا يتأثر الاقتصاد طوال هذه السنين التي سندعم فيها المشروع العظيم. فأي تأخير أو تعطيل أو تسويف أو تبرير يجب التعامل معه بحزم؛ فالتأخير في الإنجاز لن يضر المشروع فحسب بل سيضر الاقتصاد ككل، ولن أمثل على ما ذكرت بمركز الملك عبدالله المالي، الذي لم يتم إنجازه حتى الآن بسبب بعض التحديات، والصعوبات التي أثرت على إنهاء المشروع في الوقت المحدد، وبالتكلفة المرصودة.

ما تم ذكره من أن مساهمة المشروع في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى مئة مليار دولار بحلول 2030 بل قد تتجاوز ذلك، هو من قبيل الأحلام التي نريد تجسيدها على أرض الواقع، فأمامنا 13 سنة فقط للبناء، وجني المكاسب.

الناتج المحلي للفرد في هذه المنطقة الخاصة سيكون «الأعلى في العالم، فهذه المنطقة ستكون مغرية جداً للعيش»، والتحدي الحقيقي أن تكون غالبية سكانها مواطنين، لا أن يكون أكثر من يتمتع بمزاياها أجانب.

ويجب التنويه إلى أن التحدي الأكبر هو تحرير الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، فهو الطريق الوحيد الذي يجب أن نسير عليه، ولا شك أن مثل هذا المشروع الجبار هو تجسيد لهذا الكلام، وليس حلاً كافياً للنجاح في التحدي الأكبر.

إن الأحلام التي رسمتها رؤية المملكة 2030 يمكن تحقيقها، بل يجب أن تتجسد في الواقع، ولا خيار لنا سوى المضي قدماً في إنجازها، وتحقيقها على الشكل الذي رسمناه، وخططنا له، ولن تتحقق الأحلام إلا بدعم الحالمين، ومراعاة أحلام المواطنين، فالرغبة موجودة، والإرادة موجودة، والعزيمة الجبارة موجودة، وبقي تحقيق الأحلام.

وفي الختام أقول: لن نتوقف عند مدينة الأحلام بإذن الله بل سنحول وطننا لمملكة الأحلام؟