رسم عراب الشباب وأمير الرؤية الأمير محمد بن سلمان لوحة الغد الجميل بريشة فنان بارع، تمزج بين التسامح والحريّة والتكنولوجيا في عالم فريد كنّا نراه في أفلام الخيال العلمي، هذا الغد السعودي المشرق يشمل مدينة الأحلام التي تدعى (نيوم)، وهي تعني المستقبل الجديد في خلط متناسق بين كلمة (نيو) و(مستقبل)، وتم اختيار منطقة ذات جغرافية مميزة لتكون الأرض المناسبة لهذه المدينة الحلم.
تاريخيا كانت المنطقة المزمع إنشاء مدينة (نيوم) فيها أرض حضارات قديمة، وقامت عليها حضارة الأنباط التاريخية التي بدأت في عام 169 قبل الميلاد، واستمرت لقرن من الزمان بعد ميلاد المسيح عليه السلام، وكانت من مدن حضارة الأنباط الشهيرة مدينة البتراء في المملكة الأردنية الهاشمية، وأيضا مدائن صالح التي ذكرت في القرآن الكريم، جغرافياً تمتد مساحة نيوم إلى 26 ألف كيلو متر مربع في منطقة تمتد بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية وجمهورية مصر العربية ويحدها البحر الأحمر وخليج العقبة غرباً وشمالاً، ولهذا الموقع استراتيجية كبيرة لربطه القارات الثلاث؛ آسيا وأوروبا وإفريقيا، إذ يمكن لـ70% من سكان العالم الوصول إليها في 8 ساعات كحد أقصى ناهيك عن حركة التجارة الكبرى القائمة على ساحل البحر الأحمر.
ومع وجود الرغبة الجامحة في جعل (نيوم) المدينة الذكية والحضارية الأولى في العالم التي تقوم على حلول التقنية الذكية في جميع مجالات الحياة من زراعة وصناعة وصحة وتعليم، بدأت أحلم أن أرى مستشفيات (رقمية) ذات جودة عالية تسبق العالم في استخدام الريبوتات جراحياً، ويشارك فيها أكبر الخبرات الطبية عن طريق الاتصال المرئي الذي أزال حواجز الزمن والمسافة من المعادلة الطبية، أحلم بأن أرى مراكز للعناية المركزة والأشعة التداخلية وعلم الأنسجة متصلة عن بعد، ويكون فيها أفضل الخبرات الطبية العالمية، وتنشر العلم والجودة رافعةً شعار (سلامة المرضى هو هدفنا)، أحلم أن يحصل المريض على وصفة (تكرار) دوائه بكبسة زر دون الاصطفاف في طوابير طويلة، أحلم بأن يحصل المريض على (تقرير) طبي دون بذل المسافات والانتظار لأيام للحصول عليه، وأحلم أن المسح الرقمي والأنظمة المتطورة سوف تسهم في اكتشاف الأمراض مبكراً وعمل الفحوص الاستكشافية في أوقاتها بدلاً من الاعتماد على (ذاكرة) طبيب.
وكردود أفعال فورية أبدى المستثمرون العالميون رغبتهم في الاستثمار الفوري في هذه المدينة الحلم، والتي سوف تُدار بعقول سعودية، وفي حين يقوم مهندس المستقبل الأمير الشاب محمد بن سلمان بتغيير وجه المنطقة وبناء حضارة هندسية واستثمارية نرى في الجانب الآخر الشيطان الإيراني يقوم بحرق مدن وتدمير دول ودعم منظمات إرهابية مثل حزب (الشيطان) في لبنان وميليشيا أنصار (إبليس) باليمن و(قاتل الأطفال) بدمشق، ليتهم يتعلمون البناء بدلاً من الهدم، والسلام بدلاً عن الحرب، والوسطية بدلاً عن الغلو، ولكن هيهات أن يفعلوا لأنهم بكل ببساطة لا يؤمنون بالبناء ورسم مستقبل بلدانهم والإسهام في الحضارة الإنسانية.. نفخر في مملكتنا بقيادة شابة ترسم المستقبل وتخطط الأحلام بسرعة الضوء في ظل مرحلة بناء واستقرار أمني.