كشف تقرير أصدره معهد «Brookings» الأميركي للدراسات، أن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول التعامل بصرامة مع نتائج التزام إيران بالاتفاق النووي ستكون مرحبا بها لدى المملكة، مشيرا إلى أن الرياض تريد تعاونا عالميا لعزل طهران وتشديد العقوبات عليها ما أمكن. وأوضح التقرير الذي أعده الكاتب «بروس ريديل»، أن السعودية لم تتدخل في الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العظمى مع إيران عام 2015، وذلك بسبب الدعم القوي الذي قدمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لإيران، وعدم تشديد العقوبات عليها، رغم وجود الدلائل والبراهين على تورطها في دعم الإرهاب بالمنطقة.


حشد التحالفات

أكد التقرير أن القيادة السعودية رحبت بالتصريحات الصارمة التي أطلقها ترمب ضد إيران، حيث استضافت الرياض في مايو الماضي، 3 قمم عربية وإسلامية، وحشدت عشرات الدول حول العالم لمواجهة التطرف وتجفيف منابعه، والتصدي للإرهاب الإيراني وميليشياته في المنطقة. وأضاف التقرير «إن السعودية عملت جاهدة خلال العقود السابقة على التصدي للنفوذ والتوسع الإيراني ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في العديد من مناطق العالم، حيث اتجهت السعودية صوب موسكو وتمكنت من إقناعها بشحن أكثر من مليون نسخة من القرآن الكريم إلى دول آسيا الوسطى السوفييتية»، مشيرا إلى أن ذلك ساعد في وقف التمدد الإيراني في تلك المناطق.


القيادة العروبية

أشار التقرير إلى أن المملكة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، تقود جهودا حثيثة لتقريب العواصم العربية إلى النفوذ العربي بعيدا عن الهيمنة الفارسية التي استحكمت عليها منذ عقود بعض النظر عن انتماء الشعوب الطائفية والمذهبية، مبينا أن بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء عانت كثيرا من التوغل الفارسي في ظل تراجع الدور العربي في المنطقة لعدة سنوات.

وخلص التقرير إلى أن السعودية تريد من المجتمع الدولي معرفة حقيقة الدور الإيراني التخريبي في المنطقة، كون اللوبيات الإيرانية المتغلغلة في دول الغرب تغطي على ذلك وتجمل الصورة السلبية لطهران، لافتا إلى أن استمرار العقوبات عليها ووقف برنامجها النووي قد يعقبان عملية إلغاء الاتفاق النووي، مبينا أن الثقة السعودية بإيران أصبحت معدومة بعد تخلي الأخيرة عن تعهداتها بشكل متكرر.