الإصلاح مقصد عظيم من مقاصد شريعتنا الإسلامية السمحة التي حُلّل لأجلها بعض المحرمات..

أكاد أجزم أن السجون مليئة بمدانين لو وجدوا من يتدخل في الصلح بينهم وبين خصومهم لتم طي صفحة الخلاف، واستطعنا -دون مبالغة- إخراج عدد كبير منهم..

قبل سنوات طالبت لجان إصلاح البين في بلادنا بثلاثة أمور:

أولا: أن يكون لها تنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لإيجاد آلية توعوية فاعلة -عامة وخاصة- للحد من تطورات القضايا الشخصية، والعمل على علاجها بشكل جذري.

ثانيا: أن تلتزم هذه اللجان بإصدار بيان يعرض لمجالس المناطق، بعدد القضايا التي سعت فيها وأثمرت، نحن نسمع عن قضايا غريبة وصلت لمنحنيات صعبة، فقط لأننا تركناها تنمو دون أي تدخل أو إصلاح!

ثالثا: توسيع قاعدة المشاركة في لجان الإصلاح لتشمل مشاهير الدعوة والإعلام والفن والرياضة -لا تستهينوا بأحد-، ربما يمتلك لاعب كرة قدم مشهور، قدرة تأثير لا يمتلكها غيره!

نقرأ عن اجتماعات هذه اللجان.. لكننا لا نعرف شيئا عن إنجازاتها..

لا ننكر وجودها، لكننا لا ننكر في نفس الوقت أن وجودها في بعض المناطق كعدمها.

محاولات الصلح بين الناس التي يشهدها المجتمع غالبيتها تقوم بها فعاليات قبلية -شيوخ ووجهاء وناشطون وفاعلو خير-، وكثير من القضايا لم تكن لترى النور لولا الفاعلية والالتزام القبلي الصارم..

حديثنا عن لجان إصلاح ذات البين هو حديث عن مؤسسات مجتمع منوط بها دور كبير جدا.. وأول معيار يجب على الشخص أن يضعه نصب عينيه عند تفكيره في الانخراط في العمل المؤسسي المجتمعي هو الرغبة الصادقة في العمل والإنـجاز وخدمة المجتمع.

أعتقد أننا بحاجة لمراجعة عمل هذا اللجان.. وتوسيع هامش المشاركة لتشمل شرائح المجتمع كافة من الأمير والطبيب والداعية وشيخ القبيلة والمسؤول والفنان واللاعب، ووضع اشتراطات عملية فعلا تضمن فاعليتها ونجاحها.

أتألم وأنا أشاهد بعض مؤسسات المجتمع تحولت حاضنا للفارغين والراغبين في التسلق والتملق!