للبنوك مسؤولية ودور اجتماعي قوي تجاه المجتمع، ودورها ملموس في كثير من دول العالم، وبالرغم من وجود ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية في قطاع البنوك إلا أنني أجزم بأن الكثير من الناس، وأنا واحد منهم، لا يعلم شيئا عن الدور الذي تقوم به البنوك في هذا المجال، فلم يحصل أن وجدت في أي مرة قمت بها بزيارة أحد البنوك لدينا أي ملصقات إعلانية أو منشورات دعائية تتحدث عن دور البنوك ومساهمتها في دعم الأعمال التطوعية وأعمال المسؤولية الاجتماعية، ولا يعدو الأمر أن تجد بعض هذه المعلومات بشكل بسيط وغير واضح عند تصفحك لبعض (أقول بعض وليس كل) المواقع الإلكترونية الخاصة بالبنوك، وكأنها تذكرها بشكل هامشي وعلى استحياء لتنفي عن نفسها تهمة التقاعس عن خدمة المجتمع بالدور المأمول منها.
لقد نشرت إحدى الصحف الإلكترونية بتاريخ الرابع والعشرين من فبراير من عام 2015 خبرا مفاده تأكيد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن ما تقدمه البنوك السعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية يبقى دون المأمول، وبالنظر لهذا التصريح وبالنظر إلى الأرباح التي تحققها البنوك وتسابقها في الإعلانات والعروض التسويقية للمنتجات البنكية التي نراها في كل مكان فإننا في المقابل لا نرى شيئا يذكر عن أعمال المسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية التي تقوم بها تجاه المجتمع، وننتظر من هذه البنوك أن تسهم بشكل فاعل ومؤثر، وأن تشارك في عجلة التنمية، وأن لا تنسى بأنها جزء من هذا المجتمع الذي لولاه -بعد الله- لما وصلت إلى ما وصلت إليه من أرباح.
ننتظر من البنوك مساهمات قوية في مجالات دعم المشاريع الصغيرة ودعم رواد الأعمال، ننتظر منهم المزيد في مجالات رعاية الأيتام ودور المسنين، ننتظر منهم التكفل ببعض الحالات الإنسانية وعلاج المرضى ذوي الدخل المحدود، وكم أتمنى لو قرأنا يوما خبرا بتكفل أحد البنوك بتكاليف علاج إحدى هذه الحالات التي نرى بعضها في حسابات تويتر، ننتظر من البنوك دعم مشاريع الإسكان الخيري أو المساهمة فيه على أضعف الأحوال، ولماذا لا نسمع عن قيام البنوك بتبني إنشاء وتمويل المراكز البحثية والعلمية ودعم براءات الاختراع والمخترعين الشباب؟!
في الحقيقة إن المجالات التي تستطيع بها البنوك دعم المجتمع وأبنائه وإظهار مسؤوليتها تجاهه بشكل مشرق وفاعل كثيرة ولا حصر لها، لكنني ذكرت أبرز المجالات التي لها بالغ الأثر في نفوس الناس، وأجزم بأنها ستكون أكبر من أي وسيلة دعائية يصرف عليها عشرات بل مئات الملايين من قطاع التسويق والإعلان بالبنوك.
ختاما فإنني أتمنى من مؤسسة النقد العربي السعودي تبني برامج المسؤولية الاجتماعية بالقطاعات البنكية، وأن تقام مسابقة سنوية يتم فيها الإعلان عن البنك الفائز بأفضل أداء تجاه المجتمع، ويتم تكريم هذا البنك أمام وسائل الإعلام وتقدم له الحوافز التشجيعية، ومثل هذا الأمر من شأنه تشجيع البنوك على بذل مزيد من الجهد والدعم.