يقول رئيس هيئة الرياضة في مداخلة هاتفية في برنامج الزميل وليد الفراج، أنقلها بالنص: «أندية المملكة كلها أنا جاي خادم لها، وكلها فوق راسي، وخادم لكل رياضي في السعودية، أنا ماني بعدو لأحد، ماني شايف شي غلط يحاسبني ربي عليه وما أتخذ فيه إجراء، كائنا من كان، أتمنى الرسالة تكون واصلة للجميع، لا نتستر وراء العاطفة ووراء ألوان الأندية»!.

والرد المختصر المناسب على هذه المداخلة المهمة هو: «هذا ما نريده منذ زمن»!.

أحمد الله بدايةً أنني شاهدت أعمدة التعصب الرياضي في إعلامنا الرياضي المحلي هم الذين ينادون للتسامح ونبذ التعصب، يا لها من مفارقة، شابت رؤوسنا ونحن ننتظرها!

وصلنا، وأقول ذلك بكل صدق، إلى حافة اليأس. إذ كيف ستتطور الرياضة وهؤلاء هم صوتها وضميرها في المجتمع؟!

الكل يرى نفسه على صواب. المعادلة مقلوبة: رأيي صواب لا يحتمل الخطأ أبدا.. رأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب مطلقا!

كانت حفلات ليلية صاخبة: «كم مرة فزنا عليكم.. كم مرة انهزمتم بالخمسة.. نادينا أفضل.. ناديكم أسوأ..»! وصراعات حول ألقاب الأندية وعدد مرات الفوز وصفقات اللاعبين، واتهامات متبادلة وشتائم وتهديد وميول ظاهرة تستثير روح التعصب وحكايات مخجلة. وخلف هؤلاء -وهنا الخطورة- يسير عشرات الآلاف من المتابعين والمراهقين في حفلة صاخبة لا يدركون عواقبها!.

حذرنا كثيرا من التعصب الرياضي، كتبنا، وعلّقنا، وشاركنا، وقدمنا حلقات كثيرة، ولم يستمع لنا أحد. انحدرت الأمور أكثر وأكثر.

قلت -في تاريخ 2013/‏10/‏27- إن الإعلام الرياضي مريض، وبحاجة إلى تدخل جراحي عاجل، يفترض وضع لائحة محاسبة واضحة، يقع تحت طائلتها كل من يثير العنصرية والفتنة تصريحا أو تلميحا. واليوم، نشهد هذا التحول السريع والقوي، وتنقل لنا الصحف صورة لثلاثة من أشهر رؤساء الأندية، وهم يقفون أمام مسطرة قانون يحملها مسؤول شاب، ويحمل معها آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا.

صورة تصلح لأن تكون عنوانا للمرحلة القادمة. واختر لها ما شئت من عناوين: لا للتعصب. القانون هو سيد الموقف. لا فرق بين ناد وناد. ازرع ما شئت وستحصد ثمر ما زرعت!.

هذا الذي كنا ننتظره منذ سنوات. الحزم لا شيء آخر. ومن يرفض ذلك، أو لا يستطيع التحمل، نقول له بالعامي: «وش اللي تبي»؟!

دعواتنا في الختام لمعالي رئيس هيئة الرياضة، الأستاذ «تركي آل الشيخ»، بالتوفيق في هذه المهمة الوطنية.